Tafsir Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Baare
عبد الله محمود شحاته
Daabacaha
دار إحياء التراث
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٣ هـ
Goobta Daabacaadda
بيروت
يعنى رءوس اليهود يقول [١٧ أ] هُمْ أشد عذابا يعني رءوس اليهود من أهل ملتهم لأنهم أول من كفر بمحمد- ﷺ من اليهود ثُمّ أوعدهم فَقَالَ: وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ- ٨٥- ثُمّ نعتهم فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-: أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا يعنى اختاروا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ يَقُولُ باعوا الآخرة بالدنيا مما يصيبون من سفلة اليهود من المآكل فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ فى الآخرة وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ- ٨٦- يعني وَلا هُمْ يمنعون من العذاب وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ يَقُولُ أعطينا مُوسَى التوراة وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ يَقُولُ وأتبعنا من بعد مُوسَى بِالرُّسُلِ إلى قومهم وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ يَقُولُ وأعطينا عِيسَى ابن مريم العجائب التي كان يصنعها من خلق الطير «١» وإبراء الأكمه «٢» والأبرص وإحياء «٣» الموتى بإذن اللَّه ثُمّ قَالَ- سبحانه-: وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ يَقُولُ وقوينا عِيسَى بجبريل- ﵉ فقالت اليهود عِنْد ذَلِكَ فجئنا يا محمد بمثل ما جاء به مُوسَى من الآيات كَمَا تزعم يَقُولُ اللَّه- ﷿: أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ يعني اليهود اسْتَكْبَرْتُمْ يعني تكبرتم عن الْإِيمَان برسولي يعنى محمدا- ﷺ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ يعني طائفة من الْأَنْبِيَاء كذبتم بهم منهم عِيسَى ومُحَمَّد- ﷺ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ- ٨٧- يعني وطائفة قتلتموهم منهم زَكَرِيّا ويحيى والأنبياء أيضا فعرفوا أن الَّذِي قَالَ لهم النَّبِيّ- ﷺ حق فسكتوا وَقالُوا للنبي- ﷺ: قُلُوبُنا غُلْفٌ يعني فِي غطاء ويعنون فِي أكنة عَلَيْهَا الغطاء فلا تَفْهم وَلا تفْقَه ما تَقُولُ يا محمد كراهية لما سمعوا من
النَّبِيّ- ﷺ من قوله إنكم كذبتم
(١) فى ل: هي خلق الطير.
(٢) فى أ: ويبرى.
(٣) فى أ: ويحيى.
1 / 121