Tafsir Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Tifaftire
عبد الله محمود شحاته
Daabacaha
دار إحياء التراث
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٣ هـ
Goobta Daabacaadda
بيروت
ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ يقول يبعثكم من منامكم بالنهار لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى يعنى منتهيا إليه ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ في الآخرة ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ- ٦٠- في الدنيا من خير أو شر، هذا وعيد قوله: وَهُوَ الْقاهِرُ لخلقه فَوْقَ عِبادِهِ قد علاهم وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً من الملائكة يعني الكرام الكاتبين يحفظون أعمال بني آدم حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ عند منتهى الأجل تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا يعني ملك الموت وحده- ﵇ وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ- ٦١- يعني لا يضيعون ما أمروا به، يعني ملك الموت وحده ثم قال: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ثم ردوا من الموت إلى الله في الآخرة فيها تقديم أَلا لَهُ الْحُكْمُ يعنى القضاء وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ- ٦٢- يقول هو أسرع حسابًا من غيره وذلك قوله: «وَكَفى بِنا حاسِبِينَ» «١» قُلْ يا محمد لكفار مكة: مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ يعني الظلل والظلمة والموج تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا يعني مستكينين «٢» وَخُفْيَةً يعني في خفض وسكون لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ الأهوال لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ- ٦٣- لله في هذه النعم فيوحدوه قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ يعني من أهوال كل كرب يعني من كل شدة ثُمَّ أَنْتُمْ «٣» تُشْرِكُونَ- ٦٤- في الرخاء قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذابًا مِنْ فَوْقِكُمْ يعني الحصب بالحجارة كما فعل بقوم لوط فلا يبقى منكم أحد، أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ يعني الخسف كما فعل بقارون ومن معه، ثم قال: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا يعني فرقًا أحزابًا أهواء مختلفة كفعله بالأمم الخالية، وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ يقول يقتل بعضكم بعضًا فلا يبقى منكم أحد إلا قليل
فقال النبي- ﷺ وهو يجر
(١) سورة الأنبياء: ٤٧.
(٢) فى أ: مسكس، وهي غير معجمة فى أ. [.....]
(٣) فى أ: ثم أنتم، ثم أنتم: كررها مرتين.
1 / 565