220

Tafsir Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Baare

عبد الله محمود شحاته

Daabacaha

دار إحياء التراث

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ

Goobta Daabacaadda

بيروت

﷿ الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ وذلك أن المشركين انصرفوا يوم أحد ولهم الظفر فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ إني سائر فِي أثر القوم. وكان النَّبِيّ- ﷺ يوم أحد عَلَى بغلة شهباء فدب المنافقون إلى الْمُؤْمِنِين. فقالوا: أتوكم فِي دياركم فوطئوكم قتلا، وكان لَكُم النصر يوم بدر، فكيف تطلبونهم وهم اليوم عليكم أجرأ، وأنتم اليوم أرعب. فوقع فِي أنفس الْمُؤْمِنِين قول المنافقين، فاشتكوا ما بهم من الجراحات فأنزل اللَّه- ﷿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ... إلى آخر الآية «١» . وأنزل اللَّه- تَعَالَى- إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ ... - يعني تتوجعون من الجراحات إلى آخر الآية «٢» . فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ لأطلبنهم ولو بنفسي. فانتدب مَعَ النَّبِيّ- ﷺ سبعون رَجُلا من المهاجرين والأنصار حَتَّى بلغوا صفراء بدر الصغرى «٣» فبلغ أبا سُفْيَان «٤» أن النَّبِيّ- ﷺ يطلبه فأمعن عائدا «٥» إلى مكة مرعوبا ولقي أَبُو سُفْيَان «٦» نُعَيْم بن مَسْعُود الأشْجَعيّ، وَهُوَ يريد المدينة. فَقَالَ: يا نُعَيْم: بلغنا أن محمدا فِي الأثر فَأَخْبَرَه أن أَهْل مكة قَدْ جمعوا جمعا كثيرًا من قبائل العرب لقتالكم، وأنهم لقوا أبا سُفْيَان فلاموه بكفه عنكم، بعد الهزيمة حَتَّى هموا به، فردوه فَإِن رددت عنا محمدا فلك عشر ذود من الإبل إذا رجعت إلى مكة فسار نُعَيْم فلقي النَّبِيّ- ﷺ فى الصفراء.

(١) سورة آل عمران: ١٤٠ وتمامها إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. (٢) سورة النساء: ١٠٤ وتمامها وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا. (٣) فى أ: الصفراء، ل: الصغرى. (٤) فى أ: أبا سفين. (٥) فى أ، ل: عوادا. (٦) فى أ: أبا سفين.

1 / 315