183

Tafsir Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Baare

عبد الله محمود شحاته

Daabacaha

دار إحياء التراث

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ

Goobta Daabacaadda

بيروت

يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ يعنى لربك وَاسْجُدِي وَارْكَعِي «١» مَعَ الرَّاكِعِينَ- ٤٣- يعني مَعَ المصلين فِي بيت المَقْدِس ذلِكَ أن الَّذِي ذكر فِي هَؤُلاءِ الآيات مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ يعني حديثًا من الغيب لَمْ تشهده يا محمد، فذلك قوله: نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ فى القرعة أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ يعني يضم مريم إلى نفسه وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ يا محمد إِذْ يَخْتَصِمُونَ- ٤٤- فِي مريم يعني القراء أيهم يكفلها إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ وَهُوَ جبريل وحده- ﵇ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا يعني مكينا عِنْد اللَّه- ﷿ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فيها تقديم وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ- ٤٥- عِنْد اللَّه فِي الآخرة وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ يعني حجر أُمّه فِي الخرق طفلا وَيكلمهم كَهْلًا يعني إذا اجتمع «٢» قبل أن يرفع إلى السماء وَمِنَ الصَّالِحِينَ- ٤٦- قالَتْ رَبِّ أَنَّى يعني من أَيْنَ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ يعني الزوج قالَ كَذلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشاءُ ويخلق من يشاء، فشاء أن يخلق وَلَدا من غَيْر بشر. لقولها وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ إِذا قَضى أَمْرًا كان فِي علمه أن يَكُون عِيسَى فِي بطن مريم من غَيْر بشر فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ- ٤٧- لا يثنى وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ يعني خط الكتاب بيده بعد ما بلغ أشده، وَهُوَ ابْن ثماني عشرة سنة، والمرأة بعد ما تبلغ الحيض وَالْحِكْمَةَ يعني الحلال والحرام والسنة وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ- ٤٨- ويجعله وَرَسُولًا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ يعني بعلامة ثُمّ بين الآية أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ يعني أجعل لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا فخلق الخفاش بِإِذْنِ اللَّهِ

(١) فى أ: واركعى واسجدي. (٢) هكذا فى أ، ل، ولعل المراد إذا اجتمع بهم

1 / 276