149

Tafsir Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Baare

عبد الله محمود شحاته

Daabacaha

دار إحياء التراث

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ

Goobta Daabacaadda

بيروت

وعزير ينظر ثُمّ ألقى عَلَى العظام العروق والعصب، ثُمّ رد عَلَيْه الشعر ثُمّ نفخ فِي منخره الروح. فقام الحمار ينهق عِنْد رأسه. فأعلم كيف يبعث أَهْل هَذِهِ القبور بعد هلاكهم وبعث حماره بعد مائة عام كَمَا لَمْ يتغير طعامه وشرابه، وبعث بعد طوال الدَّهْر ليعتبر بِذَلِك- فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ يعنى لم يتغير طعمه كقوله فى سورة محمد- ﷺ: مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ يعني عبرة لأنه بعثه شابا بعد مائة سنة وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ يعني عظام الحمار كَيْفَ نُنْشِزُها يعنى نحييها نظيرها [٤٥ أ] أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ «١» يعني يبعثون الموتى ثُمَّ نَكْسُوها لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ يعني لعزير كيف يحيي اللَّه الموتى، خر للَّه ساجدا قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- ٢٥٩- يعني من البعث وغيره، فرجع عزير إِلَى أهله وَقَدْ هلكوا وبيعت داره وبنيت فردت عَلَيْه «٢» وانتسب عزير إلى أولاده فعرفوه وعرفهم وأعطي عزير العلم «من بعد ما بعث بعد مائة عام» «٣» وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى وذلك أَنَّهُ رَأَى جيفة حمار عَلَى شاطئ البحر تتوزعه دواب البر والبحر والطير فنظر إليها ساعة ثُمّ قَالَ: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ يا إِبْرَاهِيم، يعني قَالَ أَوَلَمْ تصدق بأني أحيي الموتى يا إِبْرَاهِيم قالَ بَلى صدقت وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ليسكن قلبي بأنك أريتني الَّذِي أردت قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ قَالَ خُذْ ديكا وبطة وغرابا وحمامة فاذبحهن يَقُولُ قطعهن ثُمّ خالف بين مفاصلهن وأجنحتهن فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ بلغة النبط صرهن «٤» قطعهن، واخلط

(١) سورة الأنبياء: ٢١. (٢) فى أ: فردها عليه. (٣) فى أ: بعد ما بعث مائة عام. والمثبت من ل. [.....] (٤) فى أ، ل: صربه.

1 / 218