141

Tafsir Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Baare

عبد الله محمود شحاته

Daabacaha

دار إحياء التراث

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ

Goobta Daabacaadda

بيروت

شاء اللَّه. فتقدم جالوت ليأخذه بيده مقتدرا عَلَيْه فِي نفسه وَقَدْ صارت الحجارة الثلاثة حجرا واحدا [٤٢ ب] فَلَمَّا دنا جالوت من دَاوُد أخرج الحجر من مخلاته وألقت الريح البيضة عن رأسه فرماه فوقع الحجر فِي دماغه حَتَّى خرج من أسفله «١» وانهزم الكفار وطالوت ومن معه وقوف ينظرون فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ «٢» بحذافة فيها حجر واحد وقُتِل معه ثلاثون ألفا، وطلب دَاوُد نصف مال طالوت، ونصف ملكه فحسده طالوت عَلَى صنيعه وأخرجه. فذهب دَاوُد حَتَّى نزل قرية من قرى بني إِسْرَائِيل، وندم طالوت عَلَى صنيعه، فَقَالَ فِي نفسه: عمدت إلى خير أَهْل الأرض بعثه اللَّه- ﷿ لقتل جالوت فطردته، وَلَم أفِ لَهُ وكان دَاوُد- ﵇ أحبّ إلى بني إِسْرَائِيل من طالوت فانطلق فِي طلب دَاوُد فطرق امرأة ليلا من قدماء بني إِسْرَائِيل تعلم اسم اللَّه الأعظم وهي تبكي عَلَى دَاوُد فضرب بابها فقالت: من هَذَا؟ قَالَ «٣»: أَنَا طالوت. فقالت: أَنْت أشقى الناس وأشرهم «٤»، هَلْ تعلم ما صنعت؟ طردت دَاوُد النَّبِيّ- ﷺ وكان أمره من اللَّه- ﷿ وكانت لك آية فِيهِ من أمر الدرع وصفة أشماويل وظهوره عَلَى جالوت وقتل اللَّه- ﷿[به] أَهْل الأوثان فانهزموا. ثُمّ غدرت بداود وطردته هلكت يا شقي. فَقَالَ لها: إِنَّمَا أتيتك لأسالك ما توبتي. قَالَتْ توبتك أن تأتي مدينة بلقاء فتقاتل أهلها وحدك، فَإِن افتتحتها فهي توبتك فانطلق طالوت فقاتل أَهْل بلقاء وحده فقتل وعمدت بنو إِسْرَائِيل إلى دَاوُد- ﵇ فردوه وملكوه، وَلَم يجتمع بنو إسرائيل لملك قط غير داود

(١، ٢) فى أ: سفله. والمثبت من ل. (٣) فى أ: فقال. (٤) فى الأصل: أشره.

1 / 210