246

بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون* وعلم آدم الأسماء كلها )، فهذا العلم كان من شأنه إزاحة كل ظلم ومعصية لا محالة ، ودواء كل داء وإلا لم يتم الجواب عما أورده الملائكة ولا قامت الحجة عليهم لأنه سبحانه لم يذكر قبال قولهم : ( يفسد فيها ويسفك الدماء ) شيئا ولم يقابلهم بشيء دون أن علم آدم الأسماء كلها ، ففيه إصلاح كل فاسد ، وقد عرفت ما حقيقة هذه الأسماء ، وأنها موجودات عالية مغيبة في غيب السموات والأرض ، ووسائط فيوضاته تعالى لما دونها ، لا يتم كمال لمستكمل إلا ببركاتها ، وقد ورد في بعض الأخبار أنه رأى أشباح أهل البيت وأنوارهم حين علم الأسماء ، وورد أنه رآها حين أخرج الله ذريته من ظهره ، وورد أيضا أنه رآها وهو في الجنة ، فراجع » (1).

* * *

** مناقشة السيد الطباطبائي

ولنا ملاحظات :

أولا : إن حمل القرآن على خلاف ظاهره لا بد فيه من حجة واضحة تقرب الفكرة الجديدة إلى الفهم العام بحيث تتبادر إليه بعد البيان. ولم يثبت سلامة هذه الروايات من حيث التوثيق السندي ، بالإضافة إلى معارضتها بالروايات التي تؤكدها آية الأعراف.

وثانيا : إن العلامة الطباطبائي ركز على كلمة التلقي ، التي تعني معنى الأخذ مع الاستقبال ، ففيه دلالة على أخذ هذه الكلمات من ربه ، ففيه علم سابق على التوبة.

Bogga 255