222

يتمثل فيها النوع الإنساني في مدى الحياة.

وقد نلاحظ في هذا المجال أن هذا اللفظ « الخليفة » قد استخدم في خطاب بعض الأنبياء والناس في أكثر من آية. وربما نستطيع من هذا ، أن نستوحي الفكرة القائلة بأن تعليم آدم الأسماء ليس تعليما دفعيا بل هو تعليم القابلية والإعداد بالشكل التدريجي الذي تواجهه البشرية في السلم التطوري للعلم. والله العالم.

وقد يتساءل البعض : إن الله حدود في بعض الآيات الكريمة الاستخلاف بالمؤمنين كما جاء في قوله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ) [النور : 55].

فكيف تقول إن المراد بالخليفة النوع الإنساني كله؟

والجواب : إننا قد قلنا بأن الخليفة هو النوع الإنساني في مقابل التحديد بشخص آدم ، فإن الخلافة على قسمين ؛ عامة وخاصة. أما العامة فهي التي جعلها الله للنوع الإنساني بشكل عام في مقابل الفصائل الأخرى من الموجودات الحية من خلال ما منحه من الطاقات والخصائص العامة التي يستطيع أن يستخدمها في ما يريده الله ، أو في ما يمكن أن يصل به إلى رضى الله. أما الخاصة فهي الولاية والسيطرة على الآخرين بشكل مباشر ، وهو ما تعبر عنه هذه الآية التي توحي بأن الله سيمكن المؤمنين في الأرض ويمنحهم السلطة الفعلية ، كما منح من قبلهم ، فلا تنافي ما ذكرناه في معنى الآية.

* * *

** ما هي الأسماء التي علمها الله لآدم؟

لقد استفاضت النصوص الدينية في الأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وعن غيرهم في أن المراد منها هي أسماء الموجودات الكونية

Bogga 231