Tafsir Min Sunan Sacid

Saacid bin Mansoor d. 227 AH
37

Tafsir Min Sunan Sacid

سنن سعيد بن منصور (1)

Baare

د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد

Daabacaha

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

الترجمة. فأبو جعفر المنصور أوّل خليفة قرَّب المنجِّمين وعمل بأحكام النجوم، وأوّل خليفة تُرجمت له الكتب السّريانية والأعجمية بالعربية، ككتاب كليلة ودمنة وإقليدس (^١). وقال الذهبي: (كان المنصور يُصْغي إلى أقوال المنجِّمين وَيَنْفُقُون عليه، وهذا من هِنَاتِه مع فضيلته) (^٢). وبلغت حركة ترجمة هذه الكتب ذِرْوَتَها في عصر المأمون الذي كان يُجِلُّ أهل الكلام ويتناظرون في مجلسه (^٣)، فإنه استخرج كتب الفلاسفة واليونان من جزيرة قبرص (^٤). ولذلك يعتبر هو أول من أدخل المنطق والفلسفة وسائر علوم اليونان في ملّة الإسلام (^٥). ولما ذكره الذهبي (^٦) قال: (قرأ العلم والأدب والأخبار والعقليّات وعلوم الأوائل، وأمر بتعريب كتبهم، وبالغ، وعمل الرَّصَدَ فوق جبل دمشق، ودعا إلى القول بخلق القرآن وبالغ، نسأل الله السلامة). وأما العنصر الفارسي، فإنه الذي قامت على أكتافه دولة بني العباس في عصرها الأول، ولذا عظم في ذلك العصر نفوذ الفرس، مما شجّع أصحاب الديانات الفارسية على القيام بحركة زندقية واسعة، وأتاح الفرصة للشعوبية في أن تسفر عن وجهها. فالموالي كان لهم الدور الأكبر في نشر الدعوة العباسية، وساهموا بالنصيب الأوفر في

(^١) انظر تاريخ الخلفاء (ص ٤٣٠). (^٢) سير أعلام النبلاء (٧/ ٨٨). (^٣) سير أعلام النبلاء (١٠/ ٢٨٥). (^٤) المرجع السابق (١٠/ ٢٧٨ - ٢٧٩) وتاريخ الخلفاء (ص ٥٢١). (^٥) الوسائل إلى معرفة الأوائل للسيوطي (ص ١٣٤). (^٦) في سير أعلام النبلاء (١٠/ ٢٧٣).

المقدمة / 38