301

Tafsir Min Sunan Sacid

سنن سعيد بن منصور (1)

Tifaftire

د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد

Daabacaha

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال سعيد بن المسيب لما رأى حفظ قتادة: «ما كنت أظن أن الله خلق مثلك». وقال ابن سيرين: «قتادة هو أحفظ الناس». وقال أبو حاتم: «سمعت أحمد بن حنبل، وذكر قتادة، فأطنب في ذكره، فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير، ووصفه بالحفظ والفقه، وقال: قلّما تجد من يتقدمه، أما المثل، فلعلّ». ووثقه ابن معين، وقال ابن سعد: «كان ثقة مأمونًا حجة في الحديث، وكان يقول بشيء من القدر». وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: «كان من علماء الناس بالقرآن والفقه، ومن حفاظ أهل زمانه …، وكان مدلّسًا، على قَدَرٍ فيه». وقال الشعبي: «قتادة حاطب ليل» - يعني: أنه يأخذ عن كل أحد-. وقال شعبة: «كان قتادة إذا جاء ما سمع قال: «حَدَّثنا، وإذا جاء ما لم يسمع قال: قال فلان». اهـ. من "الجرح والتعديل" (٧/ ١٣٣ - ١٣٥ رقم ٧٥٦)، و"التهذيب" (٨/ ٣٥١ - ٣٥٦ رقم ٦٣٥)، و"التقريب" (ص ٤٥٣ رقم ٥٥١٨).
قلت: ومن أحسن من بيّن حال قتادة: الذهبي ﵀ في "سير أعلام النبلاء" (٥/ ٢٦٩ - ٢٧١) حيث قال: «حافظ العصر، قدوة المفسرين والمحدّثين …، كان من أوعية العلم، وممن يضرب به المثل في قوّة الحفظ …، وهو حجّة بالإجماع إذا بيّن السماع؛ فإنه مدلّس معروف بذلك، وكان يرى القَدَر، نسأل الله العفو. ومع هذا فما توقّف أحد في صدقه وعدالته وحفظه. ولعلّ الله يعذر أمثاله ممن تلبّس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه، وبَذَل وسعه، والله حكم عدل لطيف بعباده، ولا يُسئل عما يفعل. ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعُلِمَ تحرّيه للحق، واتّسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعُرف صلاحه وورعه واتّباعه، يغفر له زلله، ولا نضلّله ونطرحه وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك». اهـ.
(^٢) في الأصل: (أبي أوفى)، وما أثبته من مصادر التخريج، ومصادر ترجمته.
وهو زُرارة - بضم أوله - بن أوفى العارمي، الحَرَشي - بمهملة وراء مفتوحتين، =

1 / 71