152

Tafsir Min Sunan Sacid

سنن سعيد بن منصور (1)

Baare

د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد

Daabacaha

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

وكان مجلسه منزَّهًا عن غيبة الناس، وكان ﵁ على طريقة السلف، وكنا ننتظره يوم الجمعة ليأتي من داره بنهر القلائين إلى جامع المنصور، فلا يأتي على قنطرة باب البصرة، وإنما يمرُّ على القنطرة العتيقة، فسألته عن سبب هذا، فقال: كانت تلك دار ابن معروف القاضي، فلما قُبض عليه، بنيت قنطرة) (^١). وقال أيضًا: (وكانت فيه خلة أخرى عجيبة: لا يغتاب أحدًا، ولا يُغْتابُ عنده. وكان صبورًا على القراءة عليه، يقعد طول النهار لمن يطلب العلم. وكان سهلًا في إعارة الأجزاء لا يتوقف. ولم يكن يأخذ أجرًا على العلم، ويعيب من يفعل ذلك، ويقول: عَلِّم مجانًا كما عُلِّمتَ مجانًا) (^٢). وقال ابن النجار: (سمع وقرأ وكتب الكثير، وحصّل العالي والنازل، ولم يزل يُسمع ويُفيد الناس إلى آخر عمره. وحدَّث بأكثر مروياته، وكتب عنه الكبار، ورووا عنه. وكان موصوفًا بالحفظ والمعرفة، وحسن الطريقة والديانة، والعفّة والنزاهة، والثقة والصدق والأمانة) (^٣). وقال ابن ناصر: (كان عبد الوهاب الأنماطي بقيَّة الشيوخ، سمع الكثير، وحدَّث، وكان يفهم، وكان صحيح السماع بعد، مضى مستورًا ولم يتزوج) (^٤). وقال أبو سعد ابن السمعاني: (عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي

(^١) صفة الصفوة (٢/ ٤٩٨ - ٤٩٩). (^٢) ذيل طبقات الحنابلة (١/ ٢٠٣). (^٣) ذيل تاريخ بغداد (١/ ٣٨٠). (^٤) المرجع السابق (١/ ٣٨٣ - ٣٨٤) …

المقدمة / 153