Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Noocyada
(1) - الحياة ثم ذكر بعده إنعامه علينا بخلق الأرض وما فيها وبخلق السماء ثم أراد أن يذكر نعمته علينا بخلق أبينا آدم ع وما أعطاه من الفضيلة فكأنه قال اذكر لهم كيف تكفرون بالله وقد فعل بكم كذا وكذا وأنعم عليكم بكذا أو كذا.
القراءة
قرأ أهل المدينة وأهل البصرة هؤلاء بمدة واحدة لا يمدونها إلا على قدر خروج الألف ويمدون أولاء كأنهم يجعلونه كلمتين والباقون يمدون مدتين في كل القرآن فأما الهمزتان من كلمتين نحو «هؤلاء إن كنتم صادقين» ونحوها فأبو جعفر ونافع برواية ورش وابن كثير برواية القواس ويعقوب يهمزون الأولى ويخففون الثانية ويشيرون بالكسرة إليها وكذلك يفعلون في كل همزتين متفقتين تلتقيان من كلمتين مكسورتين كانتا أو مضمومتين أو مفتوحتين فالمكسورتان على البغاء إن أردن والمضمومتان أولياء أولئك ليس في القرآن غيره والمفتوحتان جاء أحدكم وشاء أنشره وأبو عمرو والبزي بهمزة واحدة فيتركان إحداهما أصلا إذا كانتا متفقتين ونافع برواية إسماعيل وابن كثير برواية ابن فليح بتليين الأولى وتحقيق الثانية وإذا اختلفتا فاتفقوا على همز الأولى وتليين الثانية نحو السفهاء ألا و البغضاء إلى يوم القيامة فأما ابن عامر وعاصم والكسائي فإنهم يهمزون همزتين في جميع ذلك متفقتين كانتا أو مختلفتين أما الحذف والتليين فللتخفيف وأما الهمز فللحمل على الأصل.
اللغة
في اشتقاق آدم قولان (أحدهما) أنه مأخوذ من أديم الأرض فإذا سميت به في هذا الوجه ثم نكرته صرفته (والثاني) أنه مأخوذ من الأدمة على معنى اللون والصفة فإذا سميت به في هذا الوجه ثم نكرته لم تصرفه والأدمة والسمرة والدكتة والورقة متقاربة المعنى وآدم أبو البشر ع قال صاحب العين الأدمة في الناس شربة من سواد وهي السمرة وفي الإبل والظباء بياض وكل لفظة عموم على وجه الاستيعاب وحقيقته للإحاطة بالأبعاض يقال أبعض القوم جاءك أم كلهم ويكون تأكيدا مثل أجمعون إلا أنه يبدأ في الذكر بكل كقوله تعالى «فسجد الملائكة كلهم أجمعون» لأن كلا قد يلي العوامل وأجمعون لا يكون إلا تابعا والعرض من قولهم عرضت الشيء عليه وعرضت الجند قال الزجاج أصله في اللغة الناحية من نواحي الشيء فمن ذلك العرض خلاف الطول وعرض
Bogga 179