Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Noocyada
(1) - حصب جهنم» وقيل ذكر الحجارة دليل على عظم تلك النار لأنها لا تأكل الحجارة ألا وهي في غاية الفظاعة والهول وقيل معناه أن أجسادهم تبقى على النار بقاء الحجارة التي توقد بها النار بتبقية الله إياها ويؤيد ذلك قوله «كلما نضجت جلودهم» الآية وقيل معناه أنهم يعذبون بالحجارة المحمية بالنار وقوله تعالى: «أعدت للكافرين» معناه خلقت وهيئت للكافرين لأنهم الذين يخلدون فيها ولأنهم أكثر أهل النار فأضيفت إليهم وقيل إنما خص النار بكونها معدة للكافرين وإن كانت معدة للفاسقين أيضا لأنه يريد بذلك نارا مخصوصة لا يدخلها غيرهم كما قال: «إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار» وهذه الآية تدل على بطلان قول من حرم النظر والحجاج العقلي لأن الله عز اسمه احتج على الكفار بما ذكره في هذه الآية وألزمهم به تصديق نبيه ع وقررهم بأن القرآن كلامه إذ قال إن كان هذا القرآن كلام محمد فأتوا بسورة من مثله لأنه لو كان كلام البشر لتهيأ لكم مع تقدمكم في البلاغة والفصاحة الإتيان بمثله أو بسورة منه مع قوة دواعيكم إليه فإذا لم يتأت لكم ذلك فاعلموا بعقولكم أنه كلام الله تعالى وهذا هو المراد بالاحتجاج العقلي واستدل بقوله «أعدت للكافرين» على أن النار مخلوقة الآن لأن المعد لا يكون إلا موجودا وكذلك الجنة بقوله «أعدت للمتقين» والفائدة في ذلك أنا وإن لم نشاهدهما فإن الملائكة يشاهدونهما وهم من أهل التكليف والاستدلال فيعرفون ثواب الله للمتقين وعقابه للكافرين.
اللغة
البشارة هي الإخبار بما يسر المخبر به إذا كان سابقا لكل خبر سواه لأن الثاني لا يسمى بشارة وقد قيل للإخبار بما يغم أيضا بشارة كقوله تعالى: «فبشرهم بعذاب أليم» وذلك على سبيل التوسع وهي مأخوذة من البشرة وهي ظاهر الجلد لتغيرها
Bogga 160