236

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Noocyada

Fasiraadda

(1) - والبصير بمعنى المبصر كما أن السميع بمعنى المسمع ولكنه صرف إلى فعيل ومثله بديع السماوات بمعنى المبدع والعذاب الأليم بمعنى المؤلم هذا في اللغة وعند المتكلمين المبصر هو المدرك للمبصرات والبصير هو الحي الذي لا آفة به فهو ممن يجب أن يبصر المبصرات إذا وجدت وليس أحدهما هو الآخر وكذلك القول في السميع والسامع.

الإعراب

«لتجدنهم» اللام لام القسم والنون للتأكيد وتقديره والله لتجدنهم قال سيبويه سألت الخليل عن قوله لتفعلن إذا جاءت مبتدأ فقال هي على نية القسم وهذه اللام إذا دخلت على المستقبل لزمته في الأمر الأكثر بالنون وإذا كان وجدت بمعنى وجدان الضالة يعدى إلى مفعول واحد كفقدت الذي هو ضده فينتصب أحرص على الحال وإذا كان بمعنى علمت تعدى إلى مفعولين ثانيهما عبارة عن الأول فيكون أحرص هو المفعول الثاني وهو الأصح وقوله «ومن الذين أشركوا» قال الفراء يريد وأحرص من الذين أشركوا أيضا كما يقال هو أسخى الناس ومن حاتم ومن هرم لأن تأويل قولك أسخى الناس إنما هو أسخى الناس وقال الزجاج تقديره ولتجدنهم أحرص من الذين أشركوا وقيل إنما دخلت من في قوله «ومن الذين أشركوا» ولم يدخل في قوله «أحرص الناس» لأنهم بعض الناس والإضافة في باب أفعل لا يكون إلا كذلك تقول الياقوت أفضل الحجارة ولا تقول الياقوت أفضل الزجاج بل تقول أفضل من الزجاج فلذلك قال «ومن الذين أشركوا» لأن اليهود ليسوا هم بعض المجوس وهم بعض الناس وقوله «وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر» فيه وجوه (أحدها) أن هو كناية عن أحدهم الذي جرى ذكره وأن يعمر في موضع رفع بأنه فاعل تقديره وما أحدهم بمزحزحه من العذاب تعميره كما يقال مررت برجل معجب قيامه (وثانيها) أنه كناية عما جرى ذكره من طول العمر وقوله أن يعمر بيان لقوله هو وتقديره وما تعميره بمزحزحه من العذاب وكأنه قيل وما هو الذي ليس بمزحزحه فقيل هو التعمير (وثالثها) أنه عماد وأن يعمر في موضع الرفع بأنه مبتدأ وبمزحزحه خبره ومنع الزجاج هذا القول الأخير قال لا يجيز البصريون ما هو قائما زيد وما هو بقائم زيد بمعنى الأمر والشأن وقال غيره إذا كانت ما غير عاملة في الباء جاز كقولهم ما بهذا بأس.

المعنى

ثم أخبر سبحانه عن أحوال اليهود فقال «ولتجدنهم» أي ولتعلمن

Bogga 322