225

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Noocyada

Fasiraadda

(1) - فكتبوا إليهم أنا قد استقرت بنا الدار واتخذنا بها الأموال وما أقربنا منكم فإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم واتخذوا بأرض المدينة أموالا فلما كثرت أموالهم بلغ ذلك تبع فغزاهم فتحصنوا منه فحاصرهم ثم أمنهم فنزلوا عليه فقال لهم إني قد استطبت بلادكم ولا أراني إلا مقيما فيكم فقالوا له ليس ذلك لك إنها مهاجر نبي وليس ذلك لأحد حتى يكون ذلك فقال لهم فإني مخلف فيكم من أسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره فخلف حيين تراهم الأوس والخزرج فلما كثروا بها كانوا يتناولون أموال اليهود فكانت اليهود تقول لهم أما لو بعث محمد لنخرجنكم من ديارنا وأموالنا فلما بعث الله محمد ص آمنت به الأنصار وكفرت به اليهود وهو قوله تعالى @QUR@ «وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا» إلى آخر الآية.

المعنى

«ولما جاءهم» أي جاء اليهود من بني إسرائيل الذين وصفهم الله «كتاب من عند الله» يعني به القرآن الذي أنزله على نبيه محمد ص «مصدق لما معهم» أي للذي معهم من الكتب التي أنزلها الله تعالى قبل القرآن من التوراة والإنجيل وغيرهما وفيه وجهان (أحدهما) أن معناه إنه مصدق لما تقدم به الأخبار في التوراة والإنجيل فهو مصدق لذلك من حيث كان مخبره على ما تقدم الخبر به (والآخر) إنه مصدق لهما أي بأنهما من عند الله تعالى وأنهما حق «وكانوا» يعني اليهود «من قبل» أي من قبل مبعث النبي ص ونزول القرآن «يستفتحون» فيه وجوه (أحدها) أن معناه يستنصرون أي يقولون في الحروب اللهم افتح علينا وانصرنا بحق النبي الأمي اللهم انصرنا بحق النبي المبعوث إلينا فهم يسألون عن الفتح الذي هو النصر (وثانيها) أنهم كانوا يقولون لمن ينابذهم هذا نبي قد أطل زمانه ينصرنا عليكم (وثالثها) أن معنى يستفتحون يستعلمون من علمائهم صفة نبي يبعث من العرب فكانوا يصفونه لهم فلما بعث أنكروه (ورابعها) أن معنى يستفتحون يستحكمون ربهم على كفار العرب كما قال:

ألا أبلغ بني عصم رسولا # فإني عن فتاحتكم غني

أي عن محاكمتكم به وقوله «على الذين كفروا» أي مشركي العرب «فلما جاءهم ما عرفوا» يعني محمدا ص أي عرفوا صفته ومبعثه «كفروا به» حسدا وبغيا وطلبا

Bogga 311