Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Noocyada
(1) - إلى إضمار القول فيه غير أنه ينبغي لكل ما خالف القول من الكلام الذي هو بمعنى القول أن يكون معه أن كقوله «إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك» قال ويجوز حذف أن وموضع ما هاهنا نصب.
المعنى
ثم عاد إلى خطاب بني إسرائيل فقال «و» اذكروا «إذ أخذنا ميثاقكم» أي عهدكم والعهد هو الذي فطر الله الخلق عليه من التوحيد والعدل ونصب لهم من الحجج الواضحة والبراهين الساطعة الدالة على ذلك وعلى صدق الأنبياء والرسل وقيل أنه أراد به الميثاق الذي أخذه الله على الرسل في قوله وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمجاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه الآية وقيل هو أخذ التوراة عن موسى «ورفعنا فوقكم الطور » قال أبو زيد هذا حين رجع موسى من الطور فأتى بالألواح فقال لقومه جئتكم بالألواح وفيها التوراة والحلال والحرام فاعملوا بها قالوا ومن يقبل قولك فأرسل الله عز وجل الملائكة حتى نتقوا الجبل فوق رءوسهم فقال موسى ع إن قبلتم ما آتيتكم به وإلا أرسلوا الجبل عليكم فأخذوا التوراة وسجدوا لله تعالى ملاحظين إلى الجبل فمن ثم يسجد اليهود على أحد شقي وجوههم قيل وهذا هو معنى أخذ الميثاق وكان في حال رفع الجبل فوقهم لأن في هذه الحال قيل لهم «خذوا ما آتيناكم» يعني التوراة «بقوة» أي بجد ويقين لا شك فيه وهو قول ابن عباس وقتادة والسدي وقريب منه ما روى العياشي أنه سئل الصادق ع عن قول الله عز وجل @QUR@ «خذوا ما آتيناكم بقوة» أبقوة بالأبدان أم بقوة بالقلوب فقال بهما جميعا
أخذه عن أبي علي والأصم «واذكروا ما فيه» يعود الضمير من فيه إلى ما من قوله «ما آتيناكم» وهو التوراة يعني احفظوا ما في التوراة من الحلال والحرام ولا تنسوه وقيل معناه اذكروا ما في تركه من العقوبة وهو المروي عن أبي عبد الله ع وقيل معناه اعملوا بما فيه ولا تتركوه وقيل المعنى في ذلك أن ما آتيناكم فيه من وعد ووعيد وترغيب وترهيب تدبروه واعتبروا به واقبلوه «لعلكم تتقون» أي كي تتقوني إذا فعلتم ذلك وتخافوا عقابي وتنتهوا إلى طاعتي وتنزعوا عما أنتم عليه من المعصية.
Bogga 262