Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Noocyada
(1) -
القراءة
قرأ نافع بترك الهمزة من الصابئين والصابئون في كل القرآن والباقون يهمزون.
الحجة
ترك الهمزة يحتمل وجهين (أحدهما) أن يكون من صبا يصبو إذا مال إلى الشيء والآخر قلب الهمزة قال أبو علي ولا يسهل أن يأخذه من صبا يصبو لأنه قد يصبو الإنسان إلى الدين فلا يكون منه تدين به مع صبوة إليه فإذا بعد هذا وكان الصابئون منتقلين من دينهم الذي أخذ عليهم إلى سواه لم يستقم أن يكون إلا من صبأت الذي معناه انتقال من دينهم إلى دين لم يشرع لهم فيكون على قلب الهمز وقلب الهمز على هذا الحد لا يجيزه سيبويه إلا في الشعر فدل على أن القائل لذلك غير فصيح وأنه مخلط في لغته فالاختيار الهمز ولأنه قراءة الأكثر وإلى التفسير أقرب.
اللغة
هادوا أي صاروا يهودا ودانوا باليهودية وهاد يهود هودا أي تاب واختلف في اشتقاق اسم اليهود فقيل هو من الهود أي التوبة ومنه قوله «إنا هدنا إليك» عن ابن جريج وسموا بذلك لتوبتهم عن عبادة العجل وقال زهير :
سوى مربع لم يأت فيه مخافة # ولا رهقا من عابد متهود
أي تائب وقيل إنما سموا يهودا لأنهم نسبوا إلى يهوذا أكبر ولد يعقوب فعربت الذال دالا وقيل إنما سموا يهودا لأنهم هادوا أي مالوا عن الإسلام وعن دين موسى وقيل سموا بذلك لأنهم يتهودون أي يتحركون عند قراءة التوراة ويقولون أن السماوات والأرض تحركت حين آتى الله موسى (ع) التوراة واليهود اسم جمع واحدهم يهودي كالزنجي والزنج والرومي والروم والنصارى جمع نصران كقولهم سكران وسكارى وندمان وندامى
Bogga 258