164

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Noocyada

Fasiraadda

(1) - تسعة عشر وتسع عشرة أن يكون فيها نون فقام عشرة مقامها فلذلك لم يدخلها التنوين وإذا لم يدخلها تنوين لم تبن ومفسدين منصوب على الحال.

المعنى

ثم عد سبحانه وتعالى على بني إسرائيل نعمة أخرى إضافة إلى نعمة العلى الأولى فقال «وإذ استسقى موسى » أي سأل موسى قومه ماء والسين سين الطلب وترك ذكر المسئول ذلك إذ كان فيما ذكر من الكلام دلالة على معنى ما ترك وكذلك قوله «فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت» لأن معناه فضربه فانفجرت فترك ذكر الخبر عن ضرب موسى الحجر لأن فيما أبقاه من الكلام دلالة على ما ألقاه وهذا كما يقال أمرت فلانا بالتجارة فاكتسب مالا أي فاتجر واكتسب مالا وقوم موسى هم بنو إسرائيل وإنما استسقى لهم ربه الماء في الحال التي تاهوا فيها في التيه فشكوا إليه الظمأ فأوحى الله تعالى إليه ان «اضرب بعصاك» وهو عصاه المعروفة وكان من آس الجنة دفعها إليه شعيب وكان آدم حمله من الجنة معه إلى الأرض وكان طوله عشرة أذرع على طول موسى وله شعبتان تتقدان في الظلمة نورا وبه ضرب البحر فانفلق وهو الذي صار ثعبانا وأما الحجر فاختلف فيه فقيل كان يقرع لهم حجرا من عرض الحجارة فينفجر عيونا لكل سبط عينا وكانوا اثني عشر سبطا ثم يسير كل عين في جدول إلى السبط الذي أمر بسقيهم عن وهب بن منبه وقيل كان حجرا بعينه خفيفا إذا رحلوا حمل في مخلاة فإذا نزلوا ضربه موسى بعصاه فانفجر منه الماء عن ابن عباس وهذا أولى لدلالة الألف واللام للعهد عليه وقيل كانت حجرة فيها اثنتا عشرة حفرة وكان الحجر من الكذان وكان يخرج من كل حفرة عين ماء عذب فرات فيأخذونه فإذا فرغوا أراد موسى حمله ضربه بعصاه فيذهب الماء وكان يسقي كل يوم ستمائة ألف عن أبي مسروق و روي أنه كان حجرا مربعا و روي أنه كان مثل شكل الرأس وكان موسى إذا ضربه بعصاه انفجرت منه في كل ناحية ثلاث عيون لكل سبط عين وكانوا لا يرتحلون مرحلة إلا وجدوا ذلك الحجر بالمكان الذي كان به منهم في المنزل الأول وقوله «فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا» لا ينافي قوله في سورة الأعراف فانبجست لأن الانبجاس هو الانفجار إلا أنه أقل وقيل أنه لا يمتنع أن يكون أول ما يضرب عليه

Bogga 250