Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Noocyada
(1) - القعدة وعشر من ذي الحجة قال المفسرون لما عاد بنو إسرائيل إلى مصر بعد إنجائهم من البحر وهلاك فرعون وقومه وعدهم الله إنزال التوراة والشرائع فخلف موسى أصحابه واستخلف هارون عليهم فمكث على الطور أربعين ليلة وأنزل عليه التوراة في الألواح وقوله «ثم اتخذتم العجل» أي اتخذتموه إلها لأن بنفس فعلهم لصورة العجل لا يكونون ظالمين لأن فعل ذلك ليس بمحظور وإنما هو مكروه وأما الخبر الذي روي أنه ص لعن المصورين فالمراد به من شبه الله بخلقه أو اعتقد فيه أنه صورة وقوله «من بعده» أي من بعد غيبة موسى وخروجه وقيل من بعد وعد الله إياكم بالتوراة وقيل من بعد غرق فرعون وما رأيتم من الآيات والكل محتمل «أنتم ظالمون» أي مضرون بأنفسكم بما استحققتم من العقاب على اتخاذكم العجل إلها.
[القصة]
روي عن ابن عباس قال كان السامري رجلا من أهل باجرما قيل كان اسمنسيا وقال ابن عباس اسمه موسى بن ظفر وكان من قوم يعبدون البقر وكان حب عبادة البقر في نفسه وقد كان أظهر الإسلام في بني إسرائيل فلما قصد موسى إلى ربه وخلف هارون في بني إسرائيل قال هارون لقومه قد حملتم أوزارا من زينة القوم يعني آل فرعون فتطهروا منها فإنها نجس يعني أنهم استعاروا من القبط حليا واستبدوا بها فقال هارون طهروا أنفسكم منها فإنها نجسة وأوقد لهم نارا فقال اقذفوا ما كان معكم فيها فجعلوا يأتون بما كان معهم من تلك الأمتعة والحلي فيقذفون به فيها قال وكان السامري رأى أثر فرس جبرائيل (ع) فأخذ ترابا من أثر حافره ثم أقبل إلى النار فقال لهارون يا نبي الله أألقي ما في يدي قال نعم وهو لا يدري ما في يده ويظن أنه مما يجيء به غيره من الحلي والأمتعة فقذف فيها وقال كن عجلا جسدا له خوار فكان البلاء والفتنة فقال هذا إلهكم وإله موسى فعكفوا عليه وأحبوه حبا لم يحبوا مثله شيئا قط قال ابن عباس فكان البلاء والفتنة ولم يزد على هذا وقال الحسن صار العجل لحما ودما وقال غيره لا يجوز ذلك لأنه من معجزات الأنبياء ومن وافق الحسن قال إن القبضة من أثر الملك كان الله قد أجرى العادة بأنها إذا طرحت على أي صورة كانت حييت فليس ذلك بمعجزة إذ سبيل السامري فيه سبيل غيره ومن لم يجز انقلابه حيا تأول الخوار على أن السامري صاغ عجلا وجعل فيه خروقا يدخلها الريح فيخرج منها صوت كالخوار ودعاهم إلى عبادته فأجابوه وعبدوه عن أبي علي الجبائي .
اللغة
العفو والصفح والمغفرة والتجاوز نظائر قال ابن الأنباري عفا الله عنك معناه
Bogga 233