145

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Noocyada

Fasiraadda

(1) -

اللغة

الوعد والموعد والوعيد والعدة والموعدة مصادر وعدته أعده ووعدت يتعدى إلى مفعولين يجوز فيه الاقتصار على أحدهما كأعطيت قال «وواعدناكم جانب الطور الأيمن » فجانب مفعول ثان والعدة والوعد قد يكونان اسمين أيضا والوعد في الخير والوعيد في الشر ويجمع العدة على العدات ولا يجمع الوعد والموعد قد يكون موضعا ووقتا ومصدرا والميعاد لا يكون إلا وقتا أو موضعا وقد يقال وعدته في الشر كقوله تعالى «النار وعدها الله الذين كفروا» وأوعدته لا يكون إلا في الشر والمكاره ويقال أوعدته بالشر ولا يقال أوعدته الشر وحقيقة الوعد هو الخبر عن خير يناله المخبر في المستقبل أو شر وموسى اسم مركب من اسمين بالقبطية فمو هو الماء وسي الشجر وسمي بذلك لأن التابوت الذي كان فيه موسى وجد عند الماء والشجر وجده جاري آسية امرأة فرعون وقد خرجن ليغتسلن بالمكان الذي وجد فيه عن السدي وهو موسى بن عمران بن يصهر بن فاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عن محمد بن إسحاق بن يسار وإنما قال «أربعين ليلة» ولم يقل أربعين يوما لتضمن الليالي الأيام على قول المبرد عني بذلك أنك إذا ذكرت الليالي دخل فيها الأيام وإذا ذكرت الأيام لا يدخل فيها الليالي والصحيح أن العرب كانت تراعي في حسابها الشهور والأيام والأهلة فأول الشهر الليالي فلذلك أرخت بالليالي وغلبتها على الأيام واكتفت بذكر الليالي عن الأيام فقالت لعشر خلون ولخمس بقين جريا على الليالي والليلة الوقت من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني واليوم من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس وليلة ليلاء إذا اشتدت ظلمتها ولييلة تصغير ليلة أخرجوا الياء الأخيرة مخرجها في الليالي وقال بعضهم أصل ليلة ليلاة فقصر واتخذ افتعل وفعلت فيه تخذت قال:

وقد تخذت رجلي إلى جنب غرزها # نسيفا كأفحوص القطاة المطرق

قال أبو علي وليس اتخذت من أخذت لأن الهمزة لا تبدل من التاء ولا تبدل منها التاء والعجل البقرة الصغيرة يقال عجل وعجول وهو من العجلة لأن قصر المدة كالعجل في الشيء وقال بعضهم إنما سمي عجلا لأنهم عجلوا فاتخذوه إلها قبل أن يأتيهم موسى .

الإعراب

قوله «وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة» لا يخلو تعلق الأربعين بالوعد من أن يكون على أنه ظرف أو مفعول ثان فلا يجوز أن يكون ظرفا لأن الوعد ليس فيها كلها فيكون جواب كم ولا في بعضها فيكون جوابا لمتى وإنما الموعدة تقضي الأربعين فإذا لم يكن ظرفا كان انتصابه بوقوعه موقع المفعول الثاني والتقدير وعدنا موسى انقضاء أربعين

Bogga 231