137

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Noocyada

Fasiraadda

(1) - تخصص الموصول ولا يعمل في الموصوف ولا يتسلط عليه كما لا يعمل الصلة في الموصول ومرتبتها أن تكون بعد الموصوف كما أن مرتبة الصلة أن تكون بعد الموصول وقد يلزم الصفة في أماكن كما يلزم الصلة وذلك إذا لم يعرف الموصوف إلا بها ولا تعمل الصلة فيما قبل الموصول كما لا تعمل الصفة فيما قبل الموصوف فإذا كان كذلك حسن الحذف من الصفة كما يحسن من الصلة في نحو قوله «أهذا الذي بعث الله رسولا» وقال الأخفش شيئا في موضع المصدر كأنه قال لا تجزي جزاء ولا تغني غناء وقال الرماني الأقرب أن يكون شيئا في موضع حقا كأنه قال لا يؤدي عنها حقا وجب عليها وقوله «ولا يقبل منها شفاعة» موضع هذه الجملة نصب بالعطف على الجملة التي هي وصف قبلها ومن ذهب إلى أنه حذف الجار وأوصل الفعل إلى المفعول ثم حذف الراجع من الصفة كان مذهبه في لا يقبل أيضا مثله فمما حذف منه الراجع إلى الصفة قول الشاعر:

(وما شيء حميت بمستباح)

والضمير في منها عائد إلى نفس على اللفظ وفي قوله «ولا هم ينصرون» على المعنى لأنه ليس المراد به المفرد فلذلك جمع.

المعنى

لما بين سبحانه نعمه العظام عليهم أنذرهم في كفرانها بيوم القيامة فقال «واتقوا» أي احذروا واخشوا «يوما لا تجزي» أي لا تغني أو لا تقضي فيه «نفس عن نفس شيئا» ولا تدفع عنها مكروهاو قيل لا يؤدي أحد عن أحد حقا وجب عليه لله أو لغيره وإنما نكر النفس ليبين أن كل نفس فهذا حكمها وهذا مثل قوله سبحانه «واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا» وقوله «ولا يقبل منها شفاعة» قال المفسرون حكم هذه الآية مختص باليهود لأنهم قالوا نحن أولاد الأنبياء وآباؤنا يشفعون لنا فأياسهم الله عن ذلك فخرج الكلام مخرج العموم والمراد به الخصوص ويدل على ذلك أن الأمة اجتمعت على أن للنبي ص شفاعة مقبولة وإن اختلفوا في كيفيتها فعندنا هي مختصة بدفع المضار وإسقاط العقاب عن مستحقيه من مذنبي المؤمنين وقالت المعتزلة هي في زيادة المنافع للمطيعين والتائبين دون العاصين وهي ثابتة عندنا للنبي ص ولأصحابه المنتجبين والأئمة من أهل بيته الطاهرين والصالحي المؤمنين وينجي الله تعالى بشفاعتهم كثيرا من الخاطئين ويؤيده الخبر الذي تلقته الأمة بالقبول وهو قوله ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي وما جاء في روايات أصحابنا رضي الله عنهم مرفوعا إلى النبي ص أنه قال إني أشفع يوم القيامة فأشفع ويشفع علي فيشفع ويشفع أهل

Bogga 223