Tafsir Majmac Bayan

Ibn Hasan Tabarsi d. 548 AH
103

Tafsir Majmac Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Noocyada

Fasiraadda

(1) - تأكيد للعموم وقال قوم أن الأمر كان خاصا لطائفة من الملائكة كانوا مع إبليس طهر الله بهم الأرض من الجن واختلف في سجود الملائكة لآدم على أي وجه كان فالمروي عن أئمتنا ع أنه على وجه التكرمة لآدم والتعظيم لشأنه وتقديمه عليهم وهو قول قتادة وجماعة من أهل العلم واختاره علي بن عيس الرماني ولهذا جعل أصحابنا رضي الله عنهم هذه الآية دلالة على أن الأنبياء أفضل من الملائكة من حيث أنه أمرهم بالسجود لآدم وذلك يقتضي تعظيمه وتفضيله عليهم وإذا كان المفضول لا يجوز تقديمه على الفاضل علمنا أنه أفضل من الملائكة وقال الجبائي وأبو القاسم البلخي وجماعة أنه جعله قبلة لهم فأمرهم بالسجود إلى قبلتهم وفيه ضرب من التعظيم وهذا غير صحيح لأنه لو كان على هذا الوجه لما امتنع إبليس من ذلك ولما استعظمته الملائكة وقد نطق القرآن بأن امتناع إبليس عن السجود إنما هو لاعتقاده تفضيله به وتكرمته مثل قوله «أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن» وقوله «أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين» ولو لم يكن الأمر على هذا الوجه لوجب أن يعلمه الله تعالى بأنه لم يأمره بالسجود على جهة تعظيمه وتفضيله عليه وإنما أمره على الوجه الآخر الذي لا تفضيل فيه ولم يجز إغفال ذلك فإنه سبب معصية إبليس وضلالته فلما لم يقع ذلك علمنا أن الأمر بالسجود له لم يكن إلا على وجه التعظيم والتفضيل والإكرام والتبجيل ثم اختلف في إبليس هل كان من الملائكة أم لا فذهب قوم أنه كان منهم وهو المروي عن ابن عباس وابن مسعود وقتادة واختاره الشيخ السعيد أبو جعفر الطوسي قدس الله روحه قال وهو المروي عن أبي عبد الله (ع)

والظاهر في تفاسيرنا ثم اختلف من قال أنه من الملائكة فمنهم من قال أنه كان خازنا على الجنان ومنهم من قال كان له سلطان سماء الدنيا وسلطان الأرض ومنهم من قال أنه كان يسوس ما بين السماء والأرض وقال الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدس الله روحه أنه كان من الجن ولم يكن من الملائكة قال وقد جاءت الأخبار بذلك متواترة عن أئمة الهدى عليهم السلام وهو مذهب الإمامية وهو المروي عن الحسن البصري وهو قول علي بن عيسى والبلخي وغيره واحتجوا على صحة هذا القول بأشياء (أحدها) قوله تعالى: «إلا إبليس كان من الجن» ومن أطلق لفظ الجن لم يجز أن يعني به إلا الجنس المعروف وكل ما في القرآن من ذكر الجن مع الإنس يدل عليه (وثانيها) قوله تعالى: «لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون» فنفى المعصية عنهم نفيا

Bogga 189