[النساء: 171] أن الله تعالى إنما صيره بكلمة منه وهي قوله
كن
[البقرة: 117] فكان، وسماه روحه لأنه خلقه من غير أب، بل أمر جبريل فنفخ في جيب مريم عليها السلام؛ فهو روح من الله أضافه إلى نفسه تشريفا له، كبيت الله وأرض الله.
وقيل: سماه روحا؛ لأنه كان يحيي الموتى، كما سمى القرآن روحا من حيث إن فيه حياة الناس في أمر دينهم، قال الله تعالى
وكذلك أوحينآ إليك روحا من أمرنا
[الشورى: 52] فصرف أهل الزيغ قوله تعالى
وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه
[النساء: 171] إلى مذاهبهم الفاسدة طلب الكفر والضلال، ولم يردوا هذا اللفظ الذي اشتبه عليهم وشبهوه على أنفسهم إلى الآية المحكمة؛ وهو قوله عز وجل:
إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب
[آل عمران: 59] فعلى هذا يكون: { وما يعلم تأويله إلا الله } أي ما يعلم تأويل جميع المتشابه حتى يستوعب علم المتشابهات إلا الله.
Bog aan la aqoon