174

Tafsir Weyn

التفسير الكبير

Noocyada

" علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة والصيام فقال: " صل كذا وكذا، وصم كذا وكذا، فإذا غابت الشمس فكل واشرب حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود؛ وصم ثلاثين يوما إلا أن ترى الهلال قبل ذلك " قال: فأخذت خيطين من حرير أبيض وأسود، وكنت أنظر فيهما فلا يتبين لي، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه، فقال: " يا عدي، إنما ذلك بياض النهار من سواد الليل " ".

وقوله: { من الفجر } يعني المستطير الذي ينتشر ويأخذ الأفق؛ وهو الثاني؛ وهو الفجر الصادق الذي تحل فيه الصلاة؛ ويحرم فيه الطعام على الصيام. وأما الفجر الأول؛ وهو الذي يستطع في السماء مستطيلا كذنب السرحان ولا ينتشر؛ فذلك من الليل لا تحل الصلاة فيه، ولا يحرم الطعام فيه على الصائم؛ وهو الفجر الكاذب.

وعن سمرة بن جندب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" لا يمنعكم من السحور أذان بلال، ولا الصبح المستطيل؛ ولكن الصبح المستطير في الأفق ".

قوله عز وجل: { ثم أتموا الصيام إلى الليل }؛ قال عبدالله بن أبي أوفى:

" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير وهو صائم؛ فلما غربت الشمس قال لرجل: " انزل فأخرج لي ماء؟ " فقال: يا رسول الله، لو أمسيت؟ قال: " انزل فأخرج لي ماء " فقال: يا رسول الله، إن علينا نهارا؟ فقال له الثالثة؛ فنزل فخرج له، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، فقد أفطر الصائم ". وفي بعض الألفاظ: " أكل أو لم يأكل " ".

قوله عز وجل: { ولا تبشروهن وأنتم عكفون في المسجد }؛ أصل العكوف والاعتكاف الملازمة والاقامة؛ يقال: عكف بالمكان إذا أقام به، قال الله تعالى:

فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم

[الأعراف: 138] أي يقيمون. قال الفرزدق يصف القدور:

ترى حولهن المعتفين كأنهم

Bog aan la aqoon