" إن عمر رضي الله عنه واقع أهله بعدما صلى العشاء؛ فلما اغتسل أخذ يبكي ويلوم نفسه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: يا رسول الله، إني أعتذر إليك وإلى الله من نفسي هذه الخاطئة، إني راجعت أهلي بعدما صليت صلاة العشاء الأخيرة؛ فوجدت رائحة طيبة فسولت لي نفسي فجامعت أهلي، فهل لي من رخصة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما كنت جديرا بذلك يا عمر! " فقام رجال فاعترفوا بالذي كانوا صنعوا بعد العشاء "
، فنزلت في عمر وأصحابه { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسآئكم } أي أبيح لكم ليلة الصيام الرفث.
قرأ ابن مسعود والأعمش: (الرفوث) برفع الواو والفاء وبواو. والرفوث والرفث كناية عن الجماع. قال ابن عباس: (إن الله حيي كريم؛ فكل ما ذكر الله تعالى في القرآن من المباشرة والملامسة والإفضاء والدخول، فإنما يريد به الجماع). قال الشاعر:
فضلنا هنالك في نعمة
وكل اللذاذة غير الرفث
وقال القتيبي: (الرفث هو الإفصاح عما تحب أن يكنى به عن ذكر النكاح؛ وأصله الفحش والقول القبيح). وقال الزجاج: (الرفث كل كلمة جامعة لكل ما يريده الرجال من النساء).
قوله عز وجل: { هن لباس لكم وأنتم لباس لهن }؛ أي هن سكن لكم وأنتم سكن لهن؛ قاله أكثر المفسرين. ونظيره قوله تعالى:
وجعلنا اليل لباسا
[النبأ: 10] أي سكنا، ودليله قوله تعالى:
وجعل منها زوجها ليسكن إليها
Bog aan la aqoon