161

Tafsir Weyn

التفسير الكبير

Noocyada

وأما على قراءة (يطوقونه) فيأولونه أنه الشيخ الكبير والعجوزة الكبيرة والمريض الذي لا يرجى برؤه؛ فهم مكلفون ولا يطيقونه، فلهم أن يفطروا ويطعموا مكان كل يوم مسكينا؛ وقالوا: الآية محكمة. قوله تعالى: { وأن تصوموا خير لكم } أي خير لكم من أن تفطروا وتطعموا. قوله تعالى: { إن كنتم تعلمون } أي إن كنتم تعلمون ثواب الله تعالى في الصوم.

ثم بين الله تعالى أيام الصيام بقوله عز وجل: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن }؛ قرأ العامة (شهر) بالرفع على معنى أتاكم شهر رمضان. وقال الفراء: (ذلكم شهر رمضان). وقيل: ابتداء وما بعده خبر. وقال الأخفش: (هو شهر رمضان). وقال الكسائي: (كتب عليكم شهر رمضان).

وقرأ الحسن ومجاهد: (شهر رمضان) نصب على معنى صوموا شهر رمضان. وقال الأخفش: (نصب على الظرف؛ أي كتب عليكم الصيام شهر رمضان). وقيل: نصب على الإغراء؛ أي التزموا شهر رمضان. وقيل: نصب على البدل من قوله: { أياما معدودات }.

وسمي الشهر شهرا لشهرته. واختلفوا في رمضان؛ فقال بعضهم: هو اسم من أسماء الله؛ فيقال: شهر رمضان كما يقال.

شهر الله؛ ويدل على ذلك ما روي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" لا تقولوا رمضان، انسبوه كما نسبه الله عز وجل في القرآن فقال: شهر رمضان ".

قال أبو عمر: (وإنما سمي رمضان لأنه رمضت فيه الفصال من الحر). وقيل: سمي بذلك لأنه يرمض الذنوب؛ أي يحرقها. وقيل: لأن القلوب تأخذ فيه من حرارة الموعظة كما يأخذ الرمل والحجارة من حر الشمس. وقال الخليل: (هو مأخوذ من الرمض؛ وهو مطر يأتي في الخريف؛ سمي به هذا الشهر لأنه يغسل الأبدان من الآثام غسلا ويطهر قلوبهم تطهيرا).

قوله تعالى: { الذي أنزل فيه القرآن } روي أن عطية بن الأسود قال لابن عباس: إنه قد وقع الشك في قوله تعالى: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } وقوله:

إنا أنزلناه في ليلة القدر

[القدر: 1] و

Bog aan la aqoon