ثنائي عليكم يا آل حرب ومن يمل
سواكم فإني مهتد غير مائل
يعني: ومن يمل إلى سواكم.
قوله تعالى: { أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا }؛ أي أينما تكونوا أنتم وأهل الكتاب يقبض الله أرواحكم ويجمعكم للحساب فيجزيكم بأعمالكم، وإن كانت قد تفرقت بكم البقاع والملل. وقيل: هذا خطاب للمؤمنين الذين قد سبق في علم الله أنهم يصلون إلى الكعبة. ومعناه: أينما تكونوا في شرق الأرض وغربها، في أصلاب الآباء وأرحام الأمهات يجمعكم الله تعالى إلى هذه القبلة. قوله تعالى: { إن الله على كل شيء قدير }؛ أي من الخلق والبعث والحساب وغير ذلك.
[2.149]
قوله تعالى: { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام }؛ هذا تأكيد لأمر التحويل إلى الكعبة؛ وبيان أنه لا يتغير فينسخ كما تغير بيت المقدس. و(حيث) مبني على الضم مثل (قط). وقيل: رفع على الغاية مثل (قبل، وبعد). وقرأ عبيد بن عمير: (ومن حيث) بالنصب؛ قال: لأنها ساكنة في الأصل، وإذا اجتمع ساكنان حرك الثاني بالفتح، لأنه أخف الحركات مثل (ليت، وكيف).
قوله تعالى: { وإنه للحق من ربك }؛ أي الأمر بالتوجه إلى الكعبة لصدق (من ربك). { وما الله بغافل عما تعملون }.
[2.150]
قوله تعالى: { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره }؛ بيان أن حكم النبي صلى الله عليه وسلم وأمته في التوجه إلى الكعبة في السفر والحضر سواء؛ لأنه كان يجوز أن يظن ظان الفرق بين المسافر والمقيم كالنفل على الراحلة، فبين الله تعالى أن المسافر كالمقيم في التوجه.
قوله تعالى: { لئلا يكون للناس عليكم حجة }؛ أي لئلا يكون لليهود عليكم حجة، ولأن المسلمين لو لم يصلوا إلى الكعبة لكان ذلك مخالفة للبشارة السابقة؛ فيكون ذلك حجة لهم بأن يقولوا: ليس هو النبي المبشر.
Bog aan la aqoon