113

Tafsir Weyn

التفسير الكبير

Noocyada

[2.129]

قوله تعالى: { ربنا وابعث فيهم رسولا منهم }؛ أي وابعث في ذريتنا الأمة المسلمة؛ أي ذرية إبراهيم وإسماعيل من أهل مكة، { رسولا منهم } أي من أهل نسبهم، { يتلوا عليهم آيتك }؛ أي يقرأ عليهم كتابك، { ويعلمهم الكتب }؛ الذي ينزل عليه ومعانيه، { والحكمة }؛ أي فقه الحلال والحرام. وقال مجاهد: (فهم القرآن). وقال مقاتل: (هي مواعظ القرآن وبيان الحلال والحرام). وقال ابن قتيبة: (هي العلم والعمل، ولا يسمى الرجل حكيما حتى يجمعهما). وقال بعضهم: كل حكمة وعظتك أو زجرتك أو دعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة؛ وقيل: الحكمة وضع الأشياء في مواضعها. وقيل: هي السنة البينة.

قوله تعالى: { ويزكيهم }؛ أي يطهرهم من الكفر والفواحش والدنس والذنوب. وقيل: يصلحهم بأخذ زكاة أموالهم. وقال ابن كيسان: (أن يشهد لهم يوم القيامة بالعدالة إذا شهدوا للأنبياء بالبلاغ). قوله تعالى: { إنك أنت العزيز الحكيم }؛ العزيز: هو المنيع الذي لا يغلبه شيء. والحكيم: الذي يحكم ما يريد.

وقال ابن عباس: (العزيز: الذي لا يوجد مثله) دليله قوله:

ليس كمثله شيء

[الشورى: 11]. وقال الكلبي: (العزيز: المنتقم ممن أساء) دليله قوله تعالى:

والله عزيز ذو انتقام

[آل عمران: 4]. وقال الكسائي: (العزيز: الغالب) دليله قوله:

وعزني في الخطاب

[ص: 23] أي غلبي. وقال ابن كيسان: (العزيز: الذي لا يعجزه شيء). وقال المفضل: (العزيز: الممتنع الذي لا تناله الأيدي؛ ولا يرد له أمر؛ ولا غالب له فيما أراد). وقيل : العزيز: هو القوي ذو القدرة؛ دليله قوله:

Bog aan la aqoon