71

Tafsir Isharat

الاشارات والتنبيهات

Baare

سليمان دنيا

Daabacaha

دار المعارف - مصر

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

وقد يكون متحصلا بنفسه أو بما ينضاف إلى المعنى المذكور قبله ولا يكون مبهما ولا محتملا لأن يقال على أشياء مختلفة بالحقائق

بل يقال حين يقال على أشياء لا تختلف إلا بالعدد فقط

وهذان يشتركان في أن المعنى الأول يقال على الحاصل بعد لحوق الغير به إلا أن اللاحق معط لقوام ذلك المعنى في الصورة الأولى

ويسمى فصلا

أو لاحق به بعد التقوم في الصورة الأخيرة

ويسمى عارضا

فالكلي يسمى بالاعتبار الأول مادة

وبالاعتبار الثاني جنسا

وبالاعتبار الثالث نوعا

مثاله الحيوان إذا أخذ بشرط أن لا يكون معه شيء

وإن اقترن به الناطق مثلا صار المجموع مركبا من الحيوان والناطق ولا يقال له إنه حيوان

كان مادة

وإن وفي نسخة إذا أخذ لا بشرط أن لا يكون معه شيء بل من حيث يحتمل أن يكون إنسانا أو فرسا

وإن تخصص بالناطق تحصل إنسانا ويقال له إنه حيوان كان جنسا وإذا أخذ بشرط أن يكون مع الناطق متخصصا ومتحصلا به كان نوعا

فالحيوان الأول جزء الإنسان ويتقدمه تقدم الجزء في الوجودين

والحيوان الثاني ليس بجزء لأن الجزء لا يحمل على الكل بل هو جزء من حده ولا يوجد من حيث هو كذلك إلا في العقل ويتقدمه في العقل بالطبع لكنه في الخارج متأخر عنه لأن الإنسان ما لم يوجد لم يعقل له شيء يعمه وغيره وشيء يخصه ويحصله ويصير هو هو بعينه

والحيوان الثالث هو الإنسان نفسه لأنه مأخوذ من الناطق والأشياء التي تنضاف إليه بعد تحصله لا تفيده اختلافا في الماهية بل ربما تجعله مختلفا بالعدد كالإنسان

Bogga 184