235

Tafsir Isharat

الاشارات والتنبيهات

Baare

سليمان دنيا

Daabacaha

دار المعارف - مصر

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

والفرق بينها وبين الأوليات ما ذكره الشيخ من أن العقل الصريح الذي لا يلتفت إلى شيء غير تصور طرفي الحكم إنما يحكم بالأوليات من غير توقف

ولا يحكم بها بل يحكم منها بحجج تشتمل على حدود وسطى كسائر النظريات ولذلك يتطرق التغير إليها دون الأوليات فإن الكذب قد يستحسن إذا اشتمل على مصلحة عظيمة

والكل لا يستصغر بالقياس إلى جزئه في حال من الأحوال

وللشهرة أسباب

منها كون الشيء حقا جليا كقولنا الضدان لا يجتمعان

ومنها ما يناسب الحق الجلي ويخالفه بقيد خفي فيكون مشهورا مطلقا وحقا مع ذلك القيد كقولنا حكم الشيء حكم شبيهه وهو حق لا مطلقا ولكن فيما هو شبيه له

ومنها كونه مشتملا على مصلحة شاملة للعموم كقولنا العدالة أحسن

وقد يسمى بعضها بالشرائع غير المكتوبة فإن المكتوبة منها ربما لا يعم الاعتراف بها

وإلى ذلك أشار الشيخ بقوله وما تتطابق عليه الشرائع الإلهية

ومنها كون بعض الأخلاق والانفعالات مقتضية لها كقولنا الذب عن الحرام واجب وإيذاء الحيوان لا لغرض قبيح

Bogga 351