وسار ابنه السلطان مسعود سيرته (١).
وكانت الدولة السلجوقية مشهورة بتكريم العلماء ومحبتهم، حتى "أصبح كل واحد من العلماء بفضل تشجيع سلطان من سلاطين السلاجقة محطًَّا لأنظار العالمين" (٢).
وأما الوزير نظام الملك، فقد كان عالمًا مغرمًا بالعلم وأهله، وقد بقيت جهوده وآثاره في ذلك شامة في جبين التاريخ الإسلامي، يقول أبو الوفاء بن عقيل (٣) في الثناء عليه: "بنى المدارس، ووقَّف الوقوف، ونَعَش من العلم وأهله ما كان خاملًا مهملًا في أيام من قبله" (٤) ويصفه العماد الأصفهاني (٥) قائلًا: "ولم يزل بابه مجمعَ الفضلاء وملجأ العلماء، وكان نافذًا بصيرًا ينقب عن أحوال كل منهم، ويسأل عن تصرفاته وخبرته ومعرفته، فمن تفرس فيه صلاحية الولاية ولاّه، ومن رآه مستحقًا لرفع قدره رفعه وأعلاه، ومن رأى الانتفاع بعلمه أغناه، ورتب له من جدواه حتى