238

Tafsir and the Exegetes

التفسير والمفسرون

Daabacaha

مكتبة وهبة

Goobta Daabacaadda

القاهرة

Noocyada

عنه - إلى أنه يعتبر عدد الطلاق بالزوج، فالحر يملك على زوجته الأَمَة ثلاث تطليقات، والعبد لا يملك على زوجته الحُرَّة إلا طلقتين. وذهب الأقل - ومنهم أبو حنيفة رضى الله عنه - إلى أن الاعتبار بالمرأة فى عدد الطلاق كالعِدَّة، فيملك العبد على زوجته الحُرَّة ثلاث طلقات، ولا يملك الحر على زوجته الأَمَة إلا طلقتين".
* *
* خوضه فى الإسرائيليات:
هذا.. ولم يخل تفسير الخطيب، من ذكر بعض القَصص الإسرائيلى الغريب، وذلك بدون أن يتعقبه بالتصحيح أو التضعيف.
فمثلًا عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [١٦] من سورة النمل: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ ياأيها الناس عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطير﴾ ... الآية، نراه يروى خبرًا طويلًا عن كعب فيه: أنه صاح ورشَان عند سليمان ﵇ فقال: أتدرون ما يقول؟ قالوا: لا. قال: إنه يقول: لدوا للموت وابنوا للخراب. وصاحت فاختة فقال: أتدرون ما تقول؟ قالوا: لا، قال: فإنها تقول: ليت ذا الخلق لم يُخْلَقوا. وصاح طاووس فقال: أتدرون ما يقول؟ قالوا: لا. قال: فإنه يقول: كما تدين تُدَان ... إلى آخر ما ذكره من صيحات حيوانات متعددة، ومعانى هذه الصيحات، ثم يروى ما يشبه هذا عن مكحول، وعن فرقد السنجى كما يروى بعد ذلك أن جماعة من اليهود سألوا ابن عباس عن معانى ما تقوله بعض الطيور، وما كان من جواب ابن عباس عن ذلك، وهو شبيه بما تقدَّم أيضًا، ومع كون القصة فى نهاية الغرابة والبُعْد فإن الخطيب يمر عليها مَرّ الكرام، ولا يُعَقِّب عليها بكلمة واحدة.
ومثلًا عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٣٥] من سورة النمل أيضًا: ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المرسلون﴾ نراه يقص لنا عن وهب بن منَّبه وغيره قصة غريبة فيها بيان نوع هدية بلقيس لسليمان، وما كان اختبارها له. وما كان من سليمان ﵇ من إجابته على ما اختبرته به، وإظهاره لعظمة مُلْكه وقوة سلطانه، مما يبعث الدهشة ويثير العجب، ومع ذلك لا يُعَقِّب على ما رواه بكلمة واحدة.
ومثلًا عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [١٢٣] من سورة الصافات: ﴿وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ المرسلين﴾ .. نراه يقول: "تنبيه أذكر فيه شيئًا من قصته ﵇".. ثم يروى لنا قصة طويلة وعجيبة عن علماء السير والأخبار، وبعد الفراغ منها لا يتعقبها بتصحيح أو تضعيف.

1 / 244