159

Tafsir al-Uthaymin: Ghafir

تفسير العثيمين: غافر

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٧ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

وهذا مرَّ علَيْنا كثيرًا، وبيَّنَّا أنَّ الأدِلَّة الخَمْسة كلُّها تَدُلُّ على عُلوِّ الله: الكِتاب، والسُّنَّة، وإجماع السلَف، والعَقْل، والفِطرة. فإن قال قائِل: هل هناك حُجَج أُخرى غير السَّمْعية والنظَرية؟ فالجوابُ: مُمكِن أن يُوجَد على سبيل التَّحدِّي، بأن يَتحدَّى الإنسان هَؤلاء بشيء يُغضِب آلِهَتهم يَفعَله ولا يَحدُث شيء، هذا يُمكِن أن يَكون من باب التَّحدِّي. الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: فَضْل العَرْش؛ لقوله: ﴿ذُو الْعَرْشِ﴾ فإنَّ اختِصاص العَرْش بالله ﷿ لا شَكَّ أنَّه فَضْل عظيم. الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إثبات العَرْش؛ لقوله: ﴿ذُو الْعَرْشِ﴾. الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: إثبات عظَمة الله؛ لأنَّ العَرْش يَختَصُّ بالمَلِك والسُّلْطان، فلا يُقال للرجُل الجالِس على الكُرسِيِّ أنَّه على عَرْش، لكن يُقال للمَلِك أو السُّلْطان الجالِس على الكُرسيِّ الفَخْم العظيم، يُقال له: صاحِب عَرْش. الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: إثبات مِنَّة الله ﷾ على مَن يَشاء بالوَحيِ؛ لقوله: ﴿يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾. الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنَّ الوَحيَ رُوح تَحيا به القُلوب؛ لقوله: ﴿يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ﴾. الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: إثبات القول؛ لقوله: ﴿مِنْ أَمْرِهِ﴾، والله ﷾ يَقول ويَتَكلَّم متى شاء بما شاء كيف شاء، لا نَحجُر على رَبِّنا ﷾ في الكلام، لا وَقتًا ولا كَيفيَّةً، بل له أَنْ يَتكَلَّم بما شاء متى شاء كيف شاء. الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: إثبات المَشيئة؛ لقوله: ﴿عَلَى مَنْ يَشَاءُ﴾.

1 / 163