148

Tafsir al-Uthaymin: Ghafir

تفسير العثيمين: غافر

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٧ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

وقوله: ﴿لَهُ الدِّينَ﴾، المراد بالدِّين العمَل، سواءٌ كان عِبادة أم دُعاء، والدِّين يُطلَق على العَمَل، وُيطلَق على جزاء العمَل، فقوله تعالى: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ [الكافرون: ٦] هذا من باب إطلاق الدِّين على العمَل، وقوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [الفاتحة: ٤] هذا من باب إطلاق الدِّين على الجَزاء. ويُقال: (كما تَدينُ تُدانُ) أي: كما تَعمَل تُجازَى، فالدِّين هنا ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ بمعنى: العمَل. قال المفَسِّر ﵀: [﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ من الشِّرْك] كما قال المفَسِّر ﵀، أن نَدعوَ الله تعالى مُخلِصين له الدُّعاء، وأن نَعبُده مُخلِصين له العِبادة من الشِّرْك، فلا نُشرِك به غيره، لا في دُعائنا ولا في عِبادتنا. قال المفَسِّر ﵀: [﴿وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ إخلاصَكم] يَعنِي: ادْعُوا الله مُخلِصين على كل حال، سواء رَضِيَ الكافِرون أم سخِطوا، ومن المعلوم أنهم سوف يَسخَطون، لكن لا يُهِمُّ أن يَسخَطوا علينا إذا أَخلَصنا الدِّين لله، وقول المفَسِّر: [﴿وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ إخلاصَكم] يَنبَغي أن يُقال: ولو كرِهوا عمَلكم المُخلَص؛ لأن الإخلاص نِيَّة القَلْب، والكافِر إنما يَكرَه ما يَظهَر من عمَل الإنسان، فالمَعنى: ولو كرِه الكافِرون عمَلكم الذي تُّخلِصون فيه لله على رغم أُنوفهم. من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ: الْفَائِدَةُ الأُولَى: وجوب الإخلاص لله تعالى في الدُّعاء؛ لقوله: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ﴾ [غافر: ١٤]، ودُعاء غير الله فيما لا يَقدِر عليه المَدعوُّ يُعتَبَر من الشِّرْك، ثُم قد يَكون شِرْكًا أكبَرَ، وقد يَكون شِرْكًا أصغَرَ بحَسب الحال، فمَن دعا قبرًا فهذا شِرْك أكبَرُ،

1 / 152