116

Tafsir al-Uthaymin: Ghafir

تفسير العثيمين: غافر

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٧ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ: الْفَائِدَةُ الأُولَى: بَيانُ أن الكافِرين يُوبَّخون يوم القِيامة تَوْبيخا يَزيدهم ألمًا إلى أَلَمِهم؛ لقوله: ﴿لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾. الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنهم تَبيَّن لهم ما هم عليه من الضَّلال والكُفْر حين رأَوُا العِقاب، وجهُه: أنهم مقَتوا أَنفُسهم في ذلك الوقتِ حين رأَوُا العَذاب، وهذا يَدُلُّ على أنهم تَبين لهم الضَّلال في ذلك اليومِ. الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إثبات المَقْتِ لله؛ أي: أن الله يَمقُت. أي يُبغِض. هذا على ما مَشَى عليه المفَسِّر من أن (مَقْت) مُضافة إلى الفاعِل. وإذا قُلنا بالقَوْل الراجِح: لم يَكُن في الآية دليلٌ على أن الله يَمقُت، لكن الدَّلالة على أن الله يَمقُت وأن له مَقْتًا من أدِلَّة أخرى، مثل قوله تعالى: ﴿كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: ٣]، والمَقْتُ: أشَدُّ البُغض، والبُغْض هو من الصِّفات الفِعْلية التي تَتَعلَّق بمَشيئته وإرادته. الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ الإنسان قد يَكرَه نَفْسه، ويَكون ذلك إذا رأَى من تَصرُّفه ما يَسوؤُه، فإنه يَكرَه نفسه وَيقول: هذا من النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء. الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن الحُجَّة قد قامَت على هؤلاء المُكذبين المُعذَّبين؛ لقوله: ﴿إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ﴾، وهل الدَّعْوة دَعْوة بإفهام أو دَعْوة بمُجرَّد البَلاغ؟ الجواب: الأوَّلُ؛ دَعْوة بإفهام؛ لقول الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ [إبراهيم: ٤]، فلا بُدَّ من فَهْم الحُجَّة، ولكن إذا بلَغَتِ الإنسانَ فالواجِبُ عليه أن يَبحَث عن الفَهْم، فإن لم يَفعَل كان مُقصِّرًا.

1 / 120