286

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

Daabacaha

دار الثريا للنشر

Noocyada

وقالوا: ﴿لَسْتَ مُرْسَلًا﴾ (^١) وهذا طعن في الرسالة، وقالوا: إن محمدًا ﷺ مجنون، وشاعر، وكاهن، وساحر، وهذا أيضًا عيب في شخصية الرسول ﷺ، ومن المعلوم أن الإنسان بشر سوف يتأثر إذا صودمت دعوته في لبها وأصلها وقيل: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (٥)﴾ والإنسان إذا صودم قوله الفقهي مثلًا يحس بنفسه بضغط، لكن إذا كان سيهدم أصله يكون أشد وأعظم، وإذا عيب عيبًا ذاتيًّا يكون أشد وأشد.
ولهذا يُسلي الله نبيه محمدًا ﷺ في مثل هذه التوجيهات ﴿فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ﴾.
﴿إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٦)﴾. هنا يجب الوقوف على قوله: ﴿قَوْلُهُمْ﴾ لأنك لو وصلت لأوهم أن تكون جملة ﴿إِنَّا نَعْلَمُ﴾ من قولهم، وليست كذلك بل هي جملة استئنافية لبيان حال هؤلاء الذين يقولون ما يقولون في رسول الله ﷺ وما جاء به، وحالهم أنهم مهددون بعلم الله ﷿ لما يسرون وما يعلنون، ما يسرونه فيما بينهم، وما يعلنونه للناس، ما يسرونه في أنفسهم، وما يبدونه لغيرهم، فعندنا إسراران:
الإسرار الأول: إسرار الإنسان ما في نفسه بحيث لا يعلم به أحد.
الإسرار الثاني: إسرار الأمر بينهم فلا يخرج لغيرهم، ونضرب لهذا مثلًا:
هؤلاء قوم عددهم عشرة يتحدثون فيما بينهم بأمر من

(^١) سورة الرعد، الآية: ٤٣.

1 / 287