Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin
تفسير العثيمين: يس
Daabacaha
دار الثريا للنشر
Noocyada
وعامة، فالعامة هي الشاملة لجميع الخلق، فإن جميع الخلق مربوبون لله ﷿، هو خالقهم ومالكهم، ومدبرهم، ومنها قول الله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)﴾ أما الربوبية الخاصة فهي مختصة بعباد الله المخلصين من عباده المؤمنين من الرسل وأتباعهم، وهي أخص من الأولى؛ لأنها تقتضي عناية خاصة بالمربوب، وتوفيقًا له، وإصلاحًا لحاله، ومنها قوله تعالى: ﴿رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (١٢٢)﴾ (^١) فإن موسى وهارون -عليهما الصلاة والسلام- من عباد الله المخلصين، فكانت الربوبية في حقهما خاصة، ومنه دعاء المؤمنين لله ﷿ بهذا الاسم مثل ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا﴾ (^٢) فالمراد به الربوبية الخاصة؛ لأن التوسل بالأخص، أخص بالدعاء من التوسل بالأعم، وقد اجتمع القسمان في قوله تعالى: ﴿قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (١٢١) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ﴾ (^٣). فالأولى عامة، والثانية خاصة.
والرب من أسماء الله دل على ذلك قوله ﷺ: "أما الركوع فعظموا فيه الرب" (^٤)، وقوله ﷺ في السواك: "مطهرة للفم مرضاة للرب" (^٥).
٤ - في هذه الآية الكريمة: إثبات الرحمة لله ﷿
(^١) سورة الأعراف، الآية: ١٢٢. (^٢) سورة آل عمران، الآية: ١٦. (^٣) سورة الأعراف، الآيتان: ١٢١، ١٢٢. (^٤) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود ٤٧٩ (٢٠٧). (^٥) أخرجه الإمام أحمد (١/ ٣).
1 / 209