80

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

Daabacaha

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Goobta Daabacaadda

الرياض - المملكة العربية السعودية

Noocyada

والسلام ينام نصف الليل؛ ليعطي نفسه حظها من الراحة، وليجدد نشاطه، لأن في النوم فائدتين للجسم: الأولى: قطع التعب السابق والاستراحة منه، كما قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا﴾ [النبأ: ٩] أي: قطعًا لا حصل من المشقة والتعب، واستعداد الجسم للقوة في المستقبل، ولهذا إذا نام الإنسان وهو مشته للنوم، ثم قام وجد نفسه نشيطًا، فكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، لأجل أن يعطي نفسه راحتها من تعب قيام الليل، وهكذا كان الرسول ﵊ يفعل، فكان لا تُلْفِيهِ السحرَ إلا نائمًا، أي: غالب أحيانه ينام ﵊ في آخر الليل. يقول الله تعالى: ﴿إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧)﴾ الجملة استئنافية لبيان حال داود: أنه قوي، وأنه رجَّاع إلى الله ﷾، كلما حدثته نفسه بالكسل عاد فنشط، وكلما حصل منه زلة عاد فتاب إلى الله. والأواب صيغة مبالغة من آب يؤوب، واسم الفاعل "آئِب"، وصيغة المبالغة أوّاب. قال المؤلف: [رجاع إلى مرضاة الله]. الفوائد: ومن فوائد قوله تعالى: ﴿اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ﴾. ١ - أن الرسول ﷺ يتأثر بتكذيبهم، ولهذا أمره الله بالصبر لأجل أن يعينه على صبره عليهم، وهذا أمر لا شك فيه، أي: أن الرسول ﵊ يتأثر من تكذيبهم ويتألم، لأنه ﵊ جاء رسولًا من عند الله، فإذا كذَّبه هؤلاء، فإنهم

1 / 85