237

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

Daabacaha

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Goobta Daabacaadda

الرياض - المملكة العربية السعودية

Noocyada

الغلبة، وإن قلنا: إنها للاستعانة فظاهر أن الاستعانة بعزة الله التي إذا أعان الله بها العبد غلب. ﴿لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢)﴾ اللام الواقعة في جواب القسم في قوله: ﴿لَأُغْوِيَنَّهُمْ﴾ تؤيد أن الباء هنا للقسم؛ لأن هذا هو جواب القسم، وأغوينهم، أي: أسلك بهم طريق الغي، وهو خلاف طريق الرشد ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ﴾ أي: من بني آدم ﴿الْمُخْلَصِينَ (٨٣)﴾ الذين أخلصتهم. وهذا كقوله تعالى: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ [الحجر: ٤٢].
قال الله تعالى: ﴿قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٥)﴾ ﴿قَالَ فَالْحَقُّ﴾ الحق: مبتدأ لأنه متضمن معنى القسم بدليل أنه أُخبر عنه بجواب القسم وهو قوله: ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ﴾ وقد أعربه المؤلف فقال: [بنصبهما ورفع الأول ونصب الثاني] ﴿قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤)﴾ فَنَصْبُهُ بالفعل بعده، أي: أن ﴿وَالْحَقَّ﴾ مفعول مقدَّم لأقول، أي: لا أقول إلا الحقّ، وتقديم المفعول أفاد الحصر، [ونصب الأول، قيل: بالفعل المذكور، وقيل: على المصدر، أي: أُحِقُّ الحقَّ، وقيل: على نزع حرف القسم، ورفعه على أنه مبتدأ محذوف الخبر، أي: فالحقُّ مني، وقيل: فالحقُّ قسمي، وجواب القسم ﴿لَأَمْلَأَنَّ﴾].
إعرابات متعددة بنصبهما، نقول الثاني نصبه بالفعل بعده وهو واضح ﴿وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤)﴾ لأن الفعل بعده لم يستكمل مفعوله، ولم نجد مفعولًا له إلا الحق الذي سبق، إذًا الحق الثانية منصوبة بأقول

1 / 242