186

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

Daabacaha

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Goobta Daabacaadda

الرياض - المملكة العربية السعودية

Noocyada

الكتاب قال: والله لا أبيع الكتاب وباعه، حنث بفعل ما حلف على تركه، أو حلف ليشترينَّ هذا الكتاب، فاشتراه، فهذا برّ بيمينه، أو حلف ألا يبيع هذا الكتاب، فلم يبعه؛ برّ بيمينه، إذا موافقة اليمين برّ، ومخالفتها حنث.
قال أهل العلم: يُؤخذ من هذا أنّ عدم إبرار اليمين مكروه إلى الله تعالى، لأنَّه يسمى حنثًا، ولكن من نعم الله أنه رخّص لعباده بفعله، ولكن إذا فعلوه كفّروا بكفارة عن الحنث، لأنَّه لو كانت الكفارة عن اليمين لكان كل من يحلف يكفّر، لكنها عن الحنث، لأنّ الأصل الإثم في مخالفة اليمين. ولكن من رحمة الله ﷿ أن رخّص لنا الحنث وأن نكفّر عنه، ولهذا قال: ﴿فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ﴾.
ثم قال: ﴿إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا﴾ أي: وجدنا أيوب ﵊، يعني ألفيناه صابرًا، و(وجدَ) فعل ينصب مفعولين: الأوَّل: (الهاء) في قوله: ﴿وَجَدْنَاهُ﴾، والثاني: ﴿صَابِرًا﴾
وصبر أيوب ﵊ كان صبرًا على قدر الله، وهذا ظاهر؛ لأنَّه صبر على ما مسه من الشَّيطان، وكان صبرًا عن معصية الله، لأنَّه لم يجزع ولم يسخط، وكان صبرًا على طاعة الله، لأنَّه لجأ إلى الله، ودعا الله ﷿ فأجابه. وأحيانًا يكون الدواء بالدعاء أنجع بكثير من الدواء الحسي المادي، وفيما سبق إذا تعسرت الولادة، يؤتى إلى شخص، ويطلب منه أن يقرأ للحامل عند تعسُّر الولادة،

1 / 191