Tafsir Al-Uthaymeen: Surah Fussilat
تفسير العثيمين: فصلت
Daabacaha
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٧ هـ
Goobta Daabacaadda
المملكة العربية السعودية
Noocyada
بلا فائدَةٍ مُؤدٍّ إلى الشَّكِّ والتَّردُّدِ بلا فائدَةٍ، ولهذا قال بعضُهم: أكثرُ النَّاسِ شكًّا عندَ الموتِ أهلُ الكَلامِ نَعوذُ باللهِ، لماذا؟ لأنَّهم لم يَبنوا عَقيدَتَهم على الكِتابِ والسُّنَّةِ بَنَوْها على وَهْمِيَّاتٍ ظَنُّوها عقليَّاتٍ، فضلُّوا وأَضَلُّوا، نحنُ نَقولُ كما قال رَبُّنا ﷿: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: ١٤٨] فقط ويَكفي.
أمَّا العِلمُ فهو أَوسَعُ مِنَ القُدرةِ؛ لأنَّ العِلمَ يَتعلَّقُ بالواجبِ والمُستحيلِ والمُمكِنِ، يَعني: عِلمُ اللهِ مُتعلِّقٌ بكُلِّ شيءٍ يَتعلَّقُ حتَّى بالمُستحيلِ، قال اللهُ تَعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ [الأنبياء: ٢٢]، وهذا مُستَحيلٌ، ومع ذلك تَعلَّقَ به العِلمُ: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ﴾ [المؤمنون: ٧١] وهذا أيضًا مِنَ المُستَحيلِ على حِكمةِ اللهِ ﷿.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: الِاستِدلالُ بالعُمومِ على الخُصوصِ، فاللهُ تَعالى استَدَلَّ على قُدرَتِه على إِحياءِ المَوتى بدَليلَينِ أحدُهما خاصٌّ والثَّاني عامٌّ، الخاصُّ يُحيي الأرضَ بعدَ مَوتِها، والعامُّ: ﴿إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
ويَنبَني على هذه الفائدَةِ: أنَّ العامَّ يَتناوَلُ جَميعَ أفرادِهِ، وقد ذَكَرَ ذلك النَّبيُّ ﷺ في قَولِه حينَ عَلَّمَ أُمَّتَه التَّشهُّدَ قال: "إذا فَعلتُم ذلك فقد سَلِمْتُم على كُلِّ عَبدٍ صالحٍ في السَّماءِ والأرضِ" (^١) فمثلًا، إذا قال الرَّجلُ: دُورِي وَقفٌ، يَشمَلُ جَميعَ الدُّورِ، ولو قال: سَيَّاراتي لفُلانٍ، يَشمَلُ جَميعَ السَّيَّاراتِ، ولو قال: نِسائي طَوالقُ، يَشمَلُ كُلَّ امرأةٍ له، ولو قال: عَبيدي أحرارٌ، شَمِلَ كُلَّ عبدٍ، المُهِمُّ أنَّ العامَّ يَتناولُ جَميعَ أفرادِه.
(^١) أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب التشهد في الآخرة، رقم (٨٣١)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة، رقم (٤٠٢)، من حديث عبد الله بن مسعود ﵁.
1 / 220