169

Tafsir Al-Uthaymeen: Saba

تفسير العثيمين: سبأ

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

والمطَر يَنزل مِن سماءٍ واحدةٍ، مِن العُلو؛ ويُراد بالسَّموات أحيانًا جهةَ السمواتِ كما في قولِه تعالَى: ﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا﴾ في السَّمواتِ، معَ أنَّه في العُلو مِن جِهة الغَرب. وقوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الخِطاب في قوله ﷿: ﴿قُلْ﴾ للرسول ﷺ، والمُخاطَب في قوله: ﴿مَنْ يَرْزُقُكُمْ﴾ المُشرِكون الكُفَّار فبماذا يُجيبون؟ أَحيانًا يُجيبون بالصواب كما في قوله تعالى في سورة يُونُسَ: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ [يونس: ٣١] هذا جوابٌ صحيح، وأَحيانًا لا يُجيبون يَتَلعْثَمون أو يَأبَوْن أن يَتكلَّموا عِنادًا وخوفًا من الإِلْزام؛ لأنهم إذا قالوا: الله. أُلزِموا بألَّا يَعبُدوا إلَّا الله تعالى؛ كيف تَعبُدون مَن لا يَرزُق؟ ! فهُمْ أحيانًا يُجيبون بالصَّواب وَيقولون: الله. ثُمَّ يُكابِرون ويُعانِدون وَيقولون: (إِنَّما نَعبُدهم شُفعاءَ لنا عِند الله تعالى؛ ليُقرِّبونا إلى الله تعالى زُلْفَى)؛ أي: ما نَعبُدهم لِذَواتهم، وأَحيانًا يَأبَوْن الجوابَ يَتَلعْثَمون، لأنَّ الحقَّ ثَقيل عليهم. فإذا لم يَقولوا شيئًا فقُلِ: الله؛ ولهذا قال: ﴿قُلِ اللَّهُ﴾ هو الذي يَرزُقكم من السَّمَوات والأرض. فإن أَبَوْا بأن قالوا: لا، هو غَيرُه. ولكن لا يَملِكون أن يَقولوا: هو غيرُه. فقُلْ: مَن؟ أَعِدْ عليهم السؤال مرَّةً ثانِيةً. قال الله ﷾: ﴿قُلِ اللَّهُ﴾ قال المُفَسِّر ﵀: [إِنْ لَمْ يَقُولُوهُ] يَعنِي: إن لم يَقولوا: الله، فأنت قُلْ هذا وأَعلِن هذا، [لا جوابَ غيره]، يَعنِي: لا يُمكِن أن يُجيب أحَد بغير هذا الجوابِ، وإن أَجاب فقُلْ له: أين ذلك؟ وكيف يَكون؟

1 / 175