314

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

Daabacaha

دار الثريا للنشر والتوزيع

Daabacaad

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

إلى الكعبة فزجره سايسه ولكنه أبى، فإذا وجهوه إلى اليمن انطلق يهرول، وإن وجهوه إلى مكة وقف (^١)، وهذه آية من آيات الله ﷿، ثم بقوا حتى أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل ﴿ألم يجعل كيدهم في تضليل. وأرسل عليهم طيرًا أبابيل.
ترميهم بحجارة من سجيل﴾ قال العلماء: ﴿طيرًا أبابيل﴾ يعني: جماعات متفرقة، كل طير في منقاره حجر صلب ﴿من سجيل﴾ وهو الطين المشوي؛ لأنه يكون أصلب، وهذا الحجر ليس كبيرًا، بل هو صغير يضرب الواحد من هؤلاء مع رأسه ويخرج من دبره - والعياذ بالله - ﴿فجعلهم كعصف مأكول﴾ أي: كزرع أكلته الدواب ووطئته بأقدامها حتى تفتت.
هذا مجمل هذه السورة العظيمة التي بين الله ﷾ فيها ما فعل بأصحاب الفيل وأن كيدهم صار في نحورهم، وهكذا كل من أراد الحق بسوء فإن الله تعالى يجعل كيده في نحره، وإنما حمى الله ﷿ الكعبة عن هذا الفيل مع أنه في آخر الزمان سوف يُسلط عليها رجل من الحبشة يهدمها حجرًا حجرًا حتى تتساوى بالأرض (^٢) لأن قصة أصحاب الفيل مقدمة لبعثة الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم التي يكون فيها تعظيم البيت. أما في آخر الزمان فإن أهل البيت إذا أهانوه وأرادوا فيه بإلحاد بظلم، ولم يعرفوا قدره حينئذ يسلط الله عليهم من يهدمه حتى لا يبقى على وجه الأرض، ولهذا يجب على أهل مكة خاصة أن يحترزوا من المعاصي والذنوب والكبائر، لئلا يُهينوا الكعبة فيذلهم الله ﷿. نسأل الله تعالى أن يحمي ديننا وبيته الحرام من كيد كل كائد، إنه على كل شيء قدير.

(^١) البداية والنهاية لأبن كثير ﵀ (٣/١٣٩) .
(^٢) أخرجه البخاري كتاب الحج، باب هدم الكعبة (١٥٩٥ - ١٥٩٦) .

1 / 320