136

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

Daabacaha

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

بعيسى قلنا لهم: كذبتم أنتم كافرون بعيسى ﵇؛ لأنكم كافرون بمحمد ﵊، والعجب أن هؤلاء اليهود والنصارى يكفرون بمحمد ﵊ مع أنهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، لكن العناد والكبرياء والحسد منعهم أن يؤمنوا بمحمد ﵊ ﴿ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق﴾ [البقرة: ١٠٩] . فالحاصل أن قوله تعالى: ﴿بل الذين كفروا﴾ يشمل كل من كفر بمحمد ﷺ حتى من اليهود والنصارى، ولهذا قال النبي ﵊: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي من هذه الأمة يعني أمة الدعوة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار» (^١)، ﴿والله من ورائهم محيط﴾ يعني أن الله تعالى محيط بهم من كل جانب لا يشذون عنه ولا عن علمه ولا عن سلطانه ولا عن عقابه، ولكنه ﷿ قد يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. ﴿بل هو قرآن مجيد. في لوح محفوظ﴾ ﴿بل هو﴾ أي ما جاء به الرسول ﵊ ﴿قرآن مجيد﴾ أي ذو عظمة ومجد، ووصف القرآن بأنه مجيد لا يعني أن المجد وصف للقرآن نفسه فقط، بل هو وصف للقرآن، ولمن تحمل هذا القرآن فحمله وقام بواجبه من تلاوته حق تلاوته، فإنه سيكون لهم

(^١) أخرجه مسلم كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد ﷺ إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته (١٥٣) (٢٤١) .

1 / 142