115

Tafsir Al-Uthaymeen: Juz' Amma

تفسير العثيمين: جزء عم

Daabacaha

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

يفرض علينا السجود إلا أن نشاء (^١)، وكان ذلك بمحضر من الصحابة ﵃ ولم يُنكر عليه أحد. وسنته ﵁ من السنن التي أُمرنا باتباعها، وعلى هذا فالقول الراجح أن سجود التلاوة ليس بواجب، لكنه سنة مؤكدة، فإذا مررت بآية سجدة فاسجد في أي وقت كنت في الصباح، أو في المساء، في الليل، أو في النهار، تكبر عند السجود، وإذا رفعت فلا تكبر ولا تسلم هذا إذا سجدت خارج الصلاة، أما إن سجدت في الصلاة فلابد أن تكبر إذا سجدت، وأن تكبر إذا نهضت؛ لأنها لما كانت في الصلاة كان لها حكم السجود في الصلاة. قال الله تعالى: ﴿بل الذين كفروا يكذبون. والله أعلم بما يوعون﴾ لما ذكر ﷾ أنهم إذا قرىء عليهم القرآن لا يسجدون بيّن ﷾ أن سبب تركهم السجود هو تكذيبهم بما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام، لأن كل من كان إيمانه صادقًا فلا بد أن يمتثل الأمر، وأن يجتنب النهي، لأن الإيمان الصادق يحمل صاحبه على ذلك، ولا تجد شخصًا ينتهك المحارم أو يترك الواجبات إلا بسبب ضعف إيمانه، ولهذا كان الإيمان عند أهل السنة والجماعة هو التصديق المستلزم للقبول والإذعان، فمتى رأيت الرجل يترك الواجبات، أو بعضًا منها، أو يفعل المحرمات فاعلم أن إيمانه ضعيف إذ لو كان إيمانه قويًا ما أضاع الواجبات ولا انتهك المحظورات، ولهذا قال تعالى هنا: ﴿بل الذين كفروا يكذبون﴾ أي في تركهم السجود كان ذلك بسبب تكذيبهم لما جاءت به الرسل ﴿والله أعلم بما يوعون﴾ أي أنه ﷾ أعلم بما يوعونه أي بما يجمعونه في صدورهم، وما

(^١) أخرجه البخاري كتاب سجود القرآن، باب من رأي أن الله ﷿ لم يوجب السجود (١٠٧٧) ..

1 / 121