93

Tafsir Al-'Uthaymeen: Faatir

تفسير العثيمين: فاطر

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٦ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

فأوَّلُ ما ينشأ الحَمْل في الرَّحِم معلومٌ عند الله، وإذا وَضَعَت فهو معلومٌ عند الله ﷿. وَقَوْل المُفَسّر ﵀: [حال] يعني أنَّ الجارَّ والمَجْرور في مَوْضِعِ نصبٍ على الحال، فمَعْنى ﴿إِلَّا بِعِلْمِهِ﴾ قال: إلا مَعْلومَةً له، ويُمْكِن أن نقول: لا حاجة إلى هذا التأويلِ، بل نقول: إنَّ الباءَ هنا للمُصاحَبَة والمقارَنَة؛ أي: لا يَحْصُل الحَمْل ولا الوَضْع إلا مقرونًا بعِلْم الله ﷿. ونضيف إلى ذلك أيضًا أنَّه بعلمه وإرادته، لكنْ سَنَأْخُذ - إن شاء الله - من الفوائِدِ هنا أنَّ فيها دليلًا على أنَّ من أَثْبَتَ العِلْمَ لزم أن يُثْبِتَ الإِرادَة؛ ولهذا قال أَهْل السُّنَّة - الشافعي وغيره - بالنِّسْبَة للقَدَرِيَّة: "ناظِرُوهُم بالعِلْم، فإن أنكروه كَفَروا، وإن أَقَرُّوا به خُصِمُوا" (^١) إن قالوا: (الله لا يَعْلمُ عن عباده) كفروا، وإن قالوا: يعلم خُصِمُوا؛ لأنَّه إذا عَلِمَ ذلك، فإما أن يَقَعَ الشَّيْءُ على خلاف مَعْلُومِهِ أو على وِفاقِهِ، فإن كان على وِفاقِهِ فبإرادَتِه، وإن كان على خِلافِهِ فقد أنكروا العِلْمَ؛ أي: إنَّهم بهذا يُنْكِرون العِلْمَ. قَوْله ﵀: [﴿وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّر﴾ أي: ما يُزادُ في عُمُرِ طَويلِ العُمُرِ ﴿وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ﴾ أي: ذلك المُعَمَّر أو مُعَمَّر آخَر ﴿إِلَّا فِي كِتَابٍ﴾ هو اللَّوْحُ المَحْفوظُ ﴿إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ هَيِّنٌ]. ﴿وَمَا﴾ هذه نافِيَةٌ أيضًا بدليل قَوْله تعالى: ﴿إِلَّا فِي كِتَابٍ﴾ ودليلٌ آخر؛ قَطْعُ الفِعْل عنها، قَوْله تعالى: ﴿يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ﴾ مَعْنى التَّعْميرِ: الزِّيادَةُ في العُمُر؛ أي: لا يُزادُ في عُمُرِ أحدٍ ولا يُنْقَصُ من عُمُرِه إلا في كِتَاب.

(^١) انظر: شرح العقيدة الطحاوية (ص ٢٤٧).

1 / 97