Tafsir Al-'Uthaymeen: Faatir
تفسير العثيمين: فاطر
Daabacaha
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٦ هـ
Goobta Daabacaadda
المملكة العربية السعودية
Noocyada
الكافرينَ بعد أن ذَكَرَ ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ فبدأ بما فيه التَّحْذيرُ قبل ما فيه التَّبْشيرُ من أجل المناسَبَة.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ الكافِرَ عذاُبهُ شديدٌ؛ يعني: ليس بالعذاب السَّهْل، ووَجْهُ شِدَّتِه بالكمِّيَّة والكَيْفِيَّة؛ لأنَّه دائِمٌ؛ ولأنَّه عذابٌ لا نظيرَ له.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّ الأَجْرَ لا يَثْبُتُ إلا باتِّصافٍ تامٍّ بِوَصْفَينِ؛ أحدهما: الإيمانُ، والثاني: العَمَل الصَّادِقُ.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: تَقْسيمُ الأَعْمالِ إلى صالِحٍ وفاسِدٍ، وهذا مَاْخوذٌ من قَوْله تعالى: ﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ والضَّابِط في ذلك: أنَّ ما كان خالِصًا صوابًا فهو صالِح، وما كان فيه شِرْك أو بِدْعَةٌ فليس بصَالِحٍ.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أنَّ الذين آمنوا وعَمِلُوا الصَّالحِاتِ ينالونَ أَجْرَهُم من وَجْهَيْنِ؛ من زوالِ المَكْرُوهِ الثَّابِت؛ بِقَوْله تعالى: ﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ﴾ وحُصُولِ المَطْلوبِ الثَّابِتِ بِقَوْله تعالى: ﴿وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: بلاغَةُ القُرْآنِ؛ لأنَّه لَّما ذَكَرَ عملًا واحدًا في الكُفَّار ذكر جزاءً واحدًا، ولمَّا ذكر وَصْفَيْنِ في المُؤْمِنين ذكر وَصْفَيْنِ في ثوابِهِم، وهذا ظاهرٌ أيضًا في سورة (الإِنْسَان): ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ﴾ إذا تَأَمَّلْتَها وجدت الله ﷿ لم يَذْكُرْ في الكافرين وعذابِهِم إلا قليلًا بالنِّسْبَة للأَبْرارِ.
والسَّبَبُ: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا﴾ فقال تعالى: ﴿لِلْكَافِرِينَ﴾ فقط، ولم يَقُلْ شيئًا عن هذه، فكان الجزَاء مُخْتَصَرًا ﴿سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا﴾ وذكر الأبرارَ وأطال في ذكر ما لهم من نَعيمٍ؛ لأنَّه ذَكَرَ عِدَّةَ أَعْمالٍ من أَعْمالهِم:
1 / 59