Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
71

Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

تفسير العثيمين: الشورى

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٧ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ﴾ الرحمةُ لا شيءَ فيها يُحْزِنُ ولا يُكَدِّرُ، وإنما كُلُّها خيرٌ. الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أن الكفارَ ظَلَمَةٌ، بل هم أَظْلَمُ الظَّلَمةِ، فأعظمُ الذنبِ الكفرُ: أنْ تَجْعَلَ للهِ ندًّا وهو خَلَقَك، فأظلمُ الظالِمين هم الكفارُ، وإذا كنا نؤمنُ بهذا - ويجبُ علينا أن نؤمنَ بهذا - فهل نرجو من الكفارِ خيرًا وهم أظلمُ الظَّلَمةِ؟ لا واللهِ لا نرجو خيرًا للإسلامِ أبدًا؛ لأنَّهم أظلمُ الظَّلَمةِ. ولهذا يجبُ أن تَغْرِسَ في قلبِك بُغضَ الكافرين والكُفْرِ، يجبُ أن تجعلَه غريزةً مستقرَّةً كامنةً تُبْغِضُ كلَّ كافرٍ وكلَّ كُفرٍ، وإذا كان في الإنسانِ خصالُ كُفْرٍ وخصالُ إيمانٍ، القسطُ والعدلُ أن أُحِبَّهُ على ما معه من الإيمانِ وأُبْغِضَهُ على ما معه من الكُفْرِ، والإنسانُ قد يكونُ فيه خصلةُ إيمانٍ وخصلةُ كُفْرٍ، قال النبيُّ ﵊: "اثنتان في الناسِ هما بهم كُفْرٌ: الطعنُ في النَّسَبِ، والنِّياحةُ على الميِّتِ" (^١)، وهذان لا يُخْرِجَانِ الإنسانَ من الإيمانِ. إذن؛ الكفَّارُ أَظْلَمُ الظالمين، ومن كان أَظْلَمَ الظالمِين فإنه لا يُمْكِنُ أن يُرْجى منه خيرٌ ولا عدلٌ، واعلم أنه إن عَدَلَ فلاستغلالِ الفرصةِ ليأْخُذ بدلَ العدلِ مرةً الظلمَ مَرَّاتٍ. الآن اليهودُ نَعْلمُ أنهم أشدُّ الناسِ حرصًا على المالِ، ومع ذلك نَجِدُهُم يَبْذُلُون، لكنهم يَبْذُلُون قرشًا ليأخذوا دينارًا، فلا تُفَكِّرْ أبدًا أنهم يَبْذُلُون شيئًا إلا لينالوا أكثرَ منه، وهذا شيءٌ معلومٌ ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ﴾ [البقرة: ٩٦]. الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أنَّ الظالمين لا يَجِدُون ناصرًا ولا يَجِدُون وليًّا، لا ناصرَ يَدْفَعُ

(^١) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة، رقم (٦٧)، من حديث أبي هريرة ﵁.

1 / 75