187

Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

تفسير العثيمين: الشورى

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٧ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

الآية (١٩)
* * *
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ [الشورى: ١٩].
* * *
قولُهُ: ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾ الجملةُ استئنافيَّةٌ، وهي مبتدأٌ آية ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾ لا يخفى أنَّها مبتدأٌ وخبرٌ، ومعنى اللطيفِ هو الذي يَلْطُفُ بالعبدِ، فيُقَدِّرُ له من التيسيرِ ما لا يَخْطِرُ له على بالٍ، قال ابنُ القَيِّمِ ﵀ في النونيَّةِ (^١):
وهو اللطيفُ بعبْدِه ولعَبْدِه ... ....................
لطيفٌ به، يَرْفُقُ به ويُيَسِّرُ له الأمرَ، لطيفٌ لعبْدِه يُقَدِّرُ له من الأمورِ الخارجيَّةِ ما يكونُ فيه اللطفُ. كما قال ﷿: ﴿إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ﴾ إذن: اللطافةُ تعتبرُ كنايةً عن تيسيرِ الأمرِ وتسهيلِ الأمرِ لمن شاء من عبادهِ. لكن هنا يقولُ المُفسِّر ﵀: [﴿بِعِبَادِهِ﴾ بَرُّهُمْ وَفَاجِرُهُمْ]. حتى الفاجرُ اللهُ لطيفٌ به، لطيفٌ به بالمعنى العامِّ. ولهذا يُنَزِّلُ عليهم المطرَ، ويُنبتُ لهم النباتَ، ويدفعُ عنهم الشرورُ ... إلخ.
فاللهُ ﷿ لطيفٌ بالعبادِ كُلِّهِم؛ البَرِّ والفاجِرِ، لكنَّ لُطْفَه بالبَرِّ لطفٌ خاصٌّ، مُستمرٌّ في الدنيا وفي الآخرةِ، ولُطْفَه بالفاجرِ لُطْفٌ عامٌّ، يكونُ ابتلاءً وامتحانًا، وربما يزدادُ به الفاجرُ فجورًا بما لطف اللهُ به، كما قال النبيُّ ﷺ: "إنَّ اللهَ ليُملي للظالِمِ

(^١) النونية (ص: ٢٠٧).

1 / 191