150

Tafsir Al-Uthaymeen: Ash-Shura

تفسير العثيمين: الشورى

Daabacaha

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٧ هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

من فوائدِ الآيةِ الكريمةِ:
الْفَائِدَة الأُولَى: وجوبُ الدعوةِ إلى توحيدِ اللهِ ﷿؛ لقولِهِ: ﴿فَلِذَلِكَ فَادْعُ﴾، وتقديمُ المعمولِ يدلُّ على الإهتمامِ به.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أَنَّه يَجِبُ عَلَى المرءِ أن يستقيمَ كما أُمِرَ؛ فلا يُحْدِثُ في دينِ اللهِ ما ليس منه؛ لقولِهِ: ﴿وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنه يجوزُ توجيهُ الأمرِ لمن كان متصفًا به من قبلُ، من أجْلِ الثباتِ عَلَيْهِ؛ لقولِهِ: ﴿وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾؛ لأنَّ النبيَّ ﷺ استقام كما أُمِرَ من حين ما أُرْسِلَ، بل من حين ما بُعِثَ؛ لكن المرادَ بذلك الثبوتُ على هذا الشيءِ.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ النَّبي - صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - عبْدٌ مأمورٌ، يُوجَّهُ إليه الأمرُ، وليس له من الأمرِ شيءٌ، كما قال اللهُ تعالى: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران: ١٢٨]، وهنا قال: ﴿كَمَا أُمِرْتَ﴾.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: الرَّدُّ على أولئك القومِ الذين يدَّعون أنَّ للنبيِّ - صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - تصرُّفًا في الكونِ، وتدبيرًا له، ومن بابِ أَوْلَى، أن يكونَ فيها رَدٌّ على القائلين بأنَّ من دون الرسولِ ﵊ له تَصَرُّفٌ في الكونِ؛ كقولِ الرَّافضةِ وبعضِ الصوفيَّةِ الذين يَدَّعونَ أنَّ من أئمَّتِهم من يَتَصَرَّفُ في الكونِ، وأولئك الصوفيَّةُ يَدَّعُونَ أن من أقطابِهِم من يتصرَّفُ في الكونِ، فهؤلاء - لا شكَّ - ضالُّونَ مُشْرِكُونَ باللهِ ﷿.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: النهيُ عن اتِّباعِ الهَوَى؛ لقولِهِ تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾.
فإن قال قائلٌ: هل اتباعُ الهوى محمودٌ أو مذمومٌ؟

1 / 154